اسدل الستار على النسخة التاسعة عشرة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم على عنوانين كثيرة، اولها وبالحرف العريض: مشاركة للنسيان بالنسبة لعمالقة الكرة المستديرة ونجومها الكبار، وثانيها انها بطولة للتاريخ بالنسبة للقارة السمراء التي نجحت بامتياز في استضافة العرس الكروي العالمي للمرة الاولى في تاريخها على اراضي “امة قوس القزح” رغم بعض الثغرات الامنية الجانبية والاخطاء التحكيمية الفادحة، وآخرها كان تتويج اسبانيا باللقب للمرة الاولى في تاريخها. فشل الكبار في ترك لمساتهم في العرس الكروي العالمي الذي شهد لحظات محرجة جدا بالنسبة للفرنسيين ومخيبة للايطاليين حاملي اللقب، فيما خرج العملاقان الاخران البرازيلي والارجنتيني من الباب الصغير بعد ان كانا مرشحين بقوة للمنافسة على اللقب بعد عروضهما في الدورين الاول والثاني. وفاجأ المنتخب الالماني الجميع بعروضه الرائعة رغم انه خاض النهائيات باصغر تشكيلة في تاريخه منذ نسخة 1934، لكنه اصطدم في دور الاربعة بمنتخب اسباني هجومي رائع استحق عن جدارة وصوله الى المباراة النهائية للمرة الاولى في تاريخه، كما الحال بالنسبة لنظيره الهولندي الذي كان اكثر المنتخبات ثباتا من حيث النتائج ولعل ابرزها اطاحته ب”سيليساو” من دور ربع النهائي. حامل اللقب وبدوره لم يتمكن المنتخب الايطالي حامل اللقب من تخطي الدور الاول بخسارته امام نظيره السلوفاكي 2-3 في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة السادسة، واسباب اخفاق “الازوري” كثيرة لعل ابرزها ضعف خط الدفاع الذي كان نقطة الارتكاز عندما توج بطلا للعالم قبل اربع سنوات حيث لم يدخل مرماه سوى هدفين، وايضا الثقة العمياء التي وضعها المدرب مارتشيلو ليبي في بعض المخضرمين الذين توجوا باللقب في المانيا ولم يكونوا في قمة مستواهم في جنوب افريقيا. وكان ليبي واثقا من ان الرعيل القديم المؤلف من الخماسي فابيو كانافارو وجانلوكا زامبروتا وجينارو غاتوزو ودانييلي دي روسي وفينتشنزو ياكوينتا يؤمن الضمانة لكي يحرز اللقب الثاني على التوالي، وذلك على الرغم من خروج جميع هؤلاء من موسم سيء للغاية ربما باستثناء لاعب روما دي روسي، في حين كان معظم الاخرين كانوا اسيرين لمقاعد اللاعبين الاحتياطيين او مصابين. وكان من المفترض ان يكون خط الدفاع هو الاساس في صفوف المنتخب الايطالي كما حصل عام 2006. على الرغم من انه لم يكن سيئا للغاية فقد دخل مرماه خمسة اهداف وتحديدا من ركلات ثابتة، في ثلاث مباريات مقابل هدفين في سبع مباريات عام 2006. والمشكلة التي واجهت ليبي هي انه لم يجد البديل الذي بامكانه ان يرتقي الى مستوى التحدي، فاذا ما نظرنا الى خط الدفاع نجد ان هناك لاعبين يفتقرون الى الخبرة والاحتكاك مثل ماتيو كاساني (باليرمو) وسالفاتوري بوكيتي (جنوى) وليوناردو بونوتشي (باري) المفترض ان يكونوا بدلاء لكانافارو وجورجو كييليني في قلب الدفاع. ولم يلعب هذا الثلاثي اي مباراة مع “الازوري” في مسابقة رسمية، وهو يملك في سجله الدولي حفنة من المباريات الودية. واذا كان المخضرمون فشلوا في الظهور بمستوى جيد، فان الجيل الجديد لم يرتق الى المستوى ايضا ربما باستثناء لاعب الوسط ريكاردو مونتوليفو الذي يجيد صناعة اللعب، او الجناح سيموني بيبي الذي اظهر نشاطا في المبارايت التي خاضها. واستمر ليبي في القول بان وحدة المجموعة هي الاهم، ولهذا السبب قام باستبعاد انطونيو كاسانو وماريو بالوتيللي المشاكسين لكي يحافظ على انضباط صفوف المنتخب. قد يكون وجود كاسانو وبالوتيللي خطرا على وحدة المجموعة، لكن كلاهما قادر على تغيير مجرى المباراة في اي لحظة خلافا لجيلاردينو الذي كان يحلم به ليبي لكي يكون باولو روسي الجديد. ولم يسجل المنتخب الايطالي سوى اربعة اهداف احدها من ركلة جزاء والثاني اثر خطا فادح من حارس الاوروغواي. لا شك بان غياب صانع الالعاب المتألق اندريا بيرلو بسبب الاصابة كان مؤثرا جدا على النجاعة الهجومية لانه يعتبر الممول الرئيسي للمهاجمين. ودخل المنتخبان الايطالي والفرنسي تاريخ العرس الكروي لانهما اصبحا اول بطل ووصيف يودعان النهائيات من الدور الاول. خيبة النجوم ومنتخباتهم وبخروج الارجنتين امام المانيا، ودع نجمها ليونيل ميسي النهائيات وهو يجر ذيل الخيبة لتثبت النهائيات التاسعة عشرة انها بطولة الاداء الجماعي وليس النجوم على الاطلاق لان ايا من النجوم الكبار الذين توجهت الانظار اليهم قبل انطلاق العرس الكروي لم يقدم اي شيء يذكر، واكبر مثال على ذلك كان البرتغالي كريستيانو رونالدو، اغلى لاعب في العالم، الذي دون اسمه بالحرف العريض في سجل النجوم الكبار الذين اخفقوا في فرض سطوتهم على المسرح العالمي بعدما فشل في اظهار اي من لمحاته التي قدمها في الملاعب الانكليزية والاسبانية والاوروبية وودع مع “سيليساو داس كويناش” نهائيات جنوب افريقيا خالي الوفاض بعد خروجه من الدور الثاني على يد المنتخب الاسباني (صفر-1). وعد نجم ريال مدريد الاسباني بان “يفجر” نجوميته في العرس الكروي العالمي الاول على الاراضي الافريقية لكن كل ما “فجره” هو بصقة في وجه مصور تلفزيوني كان يتتبع خطاه بعد خسارة منتخب بلاده. اما الانكليزي واين روني فكان وضعه اسوأ من زميله السابق في مانشستر يونايتد لانه كان على الارجح اسوأ لاعبي منتخب بلاده حيث قدم اداء متواضعا للغاية، خلافا للمستوى الرائع الذي قدمه مع “الشياطين الحمر” الموسم الماضي محليا واوروبيا، وكان ظل المهاجم الذي ارعب دفاعات الخصوم وهو ودع النهائيات دون ان يسجل ادنى هدف بل انه لم يهدد حتى مرمى المنتخبات التي واجهها منتخب “الاسود الثلاثة” الا في حفنة من المناسبات، ليخرج ايضا خالي الوفاض. ولم يكن وضع البرازيلي كاكا، زميل رونالدو في ريال مدريد افضل على الاطلاق، اذ كان بمثابة الحاضر الغائب في المباريات الخمس التي خاضها منتخب بلاده، ورغم انه كان صاحب ثلاث تمريرات حاسمة فهو لم يقدم المستوى المتوقع منه كقائد فعلي على ارض الملعب. قرر مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس دونغا ان يستبعد رونالدينيو عن التشكيلة التي تخوض نهائيات العرس الكروي لان نجم برشلونة الاسباني السابق لم يقدم المستوى المطلوب مع فريقه الحالي ميلان الايطالي، لكن المفارقة انه راهن على كاكا رغم ان الاخير كان “اسوأ” من رونالدينيو خلال الموسم المنصرم مع ريال مدريد الاسباني الذي انفق 65 مليون يورو لضمه من ميلان ايضا، وكان رهانه في غير محله على الاطلاق لان الجميع توقع ان يستفيق هذا النجم الكبير من سباته في الدور ربع النهائي امام هولندا الا انه لم يقم بشيء سوى اختبار حارس البرتقالي مرة واحدة ليودع “سيليساو” النهائيات بخسارته 1-2. “انا جاهز لان اكون احد قادة المنتخب على الرغم من انه في صفوفه كثير من القادة الذي يتمتعون بتقنيات عالية وتكتيك رفيع. انا مستعد لتحمل هذه المسؤولية”، هذا ما قاله كاكا عشية انطلاق النهائيات الاولى على الاراضي الافريقية، لكنه كان شبح اللاعب الذي توج بجائزة افضل لاعب في العالم عام 2007. اما بالنسبة لميسي، من المؤكد ان النجم الارجنتيني كان افضل من النجوم الثلاثة الاخرين، بفضل تحركاته ولمحاته الفنية، لكنه فشل في الارتقاء الى مستوى المسؤولية التي وضعها على عاتقه مدربه في المنتخب دييغو مارادونا الذي قال علنا بان “ليو” هو خليفته، الا ان النجم الملقب ب”البعوضة” لم ينجح في نقل التألق الملفت الذي قدمه مع فريقه الكاتالوني الى المنتخب الوطني وبقيت عروضه “خجولة”. من المؤكد ان ميسي هو الوريث الحقيقي لمارادونا، لا بل يعتقد البعض ان جوهرة نادي برشلونة ينقصه التتويج بلقب كاس العالم كي يتجاوز مارادونا ويصبح اللاعب الأهم في تاريخ الارجنتين وربما في تاريخ اللعبة، لكن عليه ان ينتظر حتى عام 2014 ليحقق مبتغاه على ارض الغريم البرازيلي. سمعة القارة السمراء كانت غانا، بطلة افريقيا 4 مرات اخرها عام 1982، افضل الممثلين الستة للقارة السمراء وخرجت مرفوعة الرأس بعدما كان قاب قوسين او ادنى من كتابة التاريخ وبلوغ دور الاربعة للمرة الاولى في تاريخه وتاريخ افريقيا لولا الحظ الذي عاندها سواء في ركلة جزاء في الانفاس الاخيرة من التمديد او في ركلات الترجيح العصيبة امام الاوروغواي في الدور ربع النهائي. وفشلت المنتخبات الافريقية الخمسة الاخرى في تخطي حاجز الدور الاول، بينها منتخبات عريقة ابلت بلاء حسنا في النسخ السابقة خصوصا الكاميرون التي كانت اول منتخب افريقيا يبلغ ربع النهائي عام 1990، ونيجيريا التي بلغت الدور الثاني مرتين متتاليتين عامي 1994 و1998. وودعت الكاميرون ونجمها صامويل ايتو بثلاث هزائم، ونيجيريا بهزيمتين وفوز واحد وقرار من رئيسها غودلاك جوناثان بايقافها من المشاركة في المسابقات الدولية لمدة عامين قبل ان يتراجع بسبب ضغوطات الفيفا، وجنوب افريقيا المضيفة بتعادل وهزيمة وفوز وهي التي كانت تطمح ومدربها البرازيلي كارلوس البرتو باريرا في بلوغ ربع النهائي، والامر ذاته بالنسبة الى ساحل العاج التي قدمت عروضا رائعة في مجموعة الموت مع البرازيل والبرتغال. وعلى غرار ساحل العاج، قدمت الجزائر عروضا رائعة في مبارياتها الثلاث في الدور الاول وتحديدا امام انكلترا وانتزعت منها تعادلا غاليا لكنه لم يكن كافيا لبلوغها الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخها لانها تعرضت لخسارتين امام سلوفينيا والولاياتالمتحدة بنتيجة واحدة وتوقف مشوارها في اعرس العالمي الذي عادت اليه بعد غياب 24 عاما. بطل جديد تربع المنتخب الاسباني على العرش العالمي للمرة الاولى في تاريخه بعد ان حسم مواجهة النهائي مع نظيره الهولندي 1-صفر بعد التمديد، ليصبح “لا فوريا روخا” الذي كان يخوض النهائي للمرة الاولى في تاريخه بعدما وضع حدا لمغامرة نظيره الالماني الشاب بفوزه عليه 1-صفر في نصف النهائي، ثاني منتخب يتوج باللقب الاوروبي ثم يضيف بعد عامين اللقب العالمي. وكان سبقه الى ذلك منتخب المانياالغربية الذي توج باللقب القاري عام 1972 ثم اضاف اللقب العالمي الثاني له عام 1974 بفوزه على نظيره الهولندي (2-1) الذي اخفق اليوم في المتر الاخير مجددا لانه كان خسر نهائي 1978 ايضا امام الارجنتين (1-3 بعد التمديد). يذكر ان هذا النهائي هو الثاني للمنتخب “البرتقالي” الذي عاد في جنوب افريقيا الى مواجهة اللقب للمرة الثالثة لكنها لم تكن “ثابتة”، علما بان فرنسا توجت باللقبين عامي 1998 و2000 لكنها ظفرت باللقب العالمي قبل الاوروبي. ويدين منتخب المدرب فيسنتي دل بوسكي بالفوز التاريخي الى اندريس انييستا الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 116، وبات منتخب بلاده اول فريق اوروبي يحرز اللقب العالمي خارج القارة العجوز. وبقيت الكأس في القارة الاوروبية بعد ان توجت بها ايطاليا قبل اربعة اعوام بفوزها على ضيفتها فرنسا بركلات الترجيح، وفي المقابل غابت منتخبات اميركا الجنوبية للمرة الثامنة عن المباراة النهائية للمونديال بعد اعوام 1934 و1938 و1954 و1966 و1974 و1982 و2006، فيما غابت عنها المنتخبات الاوروبية مرتين فقط عامي 1930 و1950. وتقدمت اوروبا على اميركا الجنوبية بعد ان كانت منتخبات القارتين تتقاسم القاب النسخ ال18 السابقة للمونديال برصيد 9 القاب لكل منها. اميركا الجنوبية: البرازيل (5 مرات) والارجنتين (مرتان) والاوروغواي (مرتان). اوروبا: ايطاليا (4 مرات) والمانيا (3 مرات) وانكلترا (مرة واحدة) وفرنسا (مرة واحدة)، واصبت اسبانيا بالتالي ثامن بطل في العرس الكروي الاهم على الاطلاق. وخالف المونديال الاول في القارة السمراء جميع الاحصائيات “التقليدية”، اولها التناوب بين منتخبات اميركا الجنوبية والاوروبية على رفع الكأس منذ عام 1966 عندما خلف المنتخب الانكليزي نظيره البرازيلي في رفع الكأس، وعدم فوز الاوروبيين خارج قارتهم، اضافة الى عدم فوز اي منتخب باللقب بعد ان خسر مباراته الاولى في البطولة وهذا ما حصل مع اسبانيا التي استهلت مشوارها بخسارتها المفاجئة امام سويسرا (صفر-1). المونديال بالارقام - البطل: اسبانيا - الوصيف: هولندا - المركز الثالث: المانيا - افضل لاعب (الكرة الذهبية): دييغو فورلان (الاوروغواي) الكرة الفضية: ويسلي سنايدر (هولندا) الكرة البرونزية: دافيد فيا (اسبانيا) - افضل هداف (الحذاء الذهبي): توماس مولر (المانيا) الحذاء الفضي: دافيد فيا (اسبانيا) الحذاء البرونزي: ويسلي سنايدر (هولندا) - افضل حارس مرمى: ايكر كاسياس (المانيا) - افضل لاعب واعد: توماس مولر (المانيا) - عدد الاهداف: 145 هدفا في 64 مباراة بمعدل 2.27 هدفا في المباراة الوحدة - عدد اهداف الدور الاول: 101 هدفا - عدد اهداف ثمن النهائي: 22 هدفا - عدد اهداف ربع النهائي: 10 اهداف - عدد اهداف نصف النهائي: 6 اهداف - عدد اهداف المركز الثالث: 5 اهداف - عدد اهداف المباراة النهائية: هدف واحد - عدد الاهداف المسجلة في تاريخ كأس العالم: 2064 هدفا - افضل خط هجوم: المانيا 16 هدفا - عدد ركلات الجزاء: 9 - عدد البطاقات الصفراء: 258 - عدد البطاقات الحمراء: 10 الثالثة...ليست ثابتة لهولندا فشل المنتخب الهولندي في التخلص من عقدة عامي 1974 و1978 عندما خسر المباراة النهائية لكأس العالم امام المنتخبين المضيفين المانياالغربية والارجنتين على التوالي بسقوطه امام اسبانيا بطلة اوروبا صفر-1 في نهائي النسخة التاسعة عشرة على ملعب “سوكر سيتي” في جوهانسبورغ. وكان المنتخب الهولندي يمني النفس بان يكون خوضه المباراة النهائية الثالثة ثابتة لكنه لقي المصير ذاته وأهدر فرصة ذهبية لمنح بلاده اللقب العالمي الاول في تاريخها. دخل الهولنديون الى مواجهتي اللقب في نسختي 1974 و1978 وهم مرشحون فوق العادة لكي يخرجوا منتصرين لكنهم منيوا بالخيبة في نهاية المطاف، الا ان هذه المرة لم يكونوا المنتخب الاوفر حظا للظفر باللقب اليوم لانهم واجهوا بطل اوروبا الذي كان افضل منتخبات النسخة التاسعة عشرة بامتياز. والاكيد ان الهولنديين سيندبون حظهم كثيرا لانه كان بامكانهم حسم نتيجة المباراة امام اسبانيا في صالحهم لو نجح جناحهم الطائر اريين روبن في ترجمة الفرصتين الانفراديتين بزميله السابق حارس مرمى ريال مدريد ايكر كاسياس حيث ابعد الاخير الانفراد الاول بقدمه اليمنى الى ركنية (62)، فيما تدخل ببراعة في الثاني وارتمى على الكرة قبل ان يراوغه مهاجم بايرن ميونيخ الالماني (83). وكان روبن احد اللاعبين الهولنديين الاكثر نشاطا وشكل خطورة كبيرة على دفاع المنتخب الاسباني خصوصا المدافع خوان كابديفيلا بيد انه لم يجد المساندة اللازمة من زملائه حتى انه لجأ احيانا الى الحلول الفردية من خلال التسديد من بعيد وكان يصيب الهدف في الدقيقتين 21 و33 لكن كاسياس كان حاضر البديهة. ومما لا شك فيه ان المنتخب الهولندي دفع ثمن عدم تألق نجومه خصوصا صانع العابه ويسلي سنايدر وديرك كاوت وروبن فان بيرسي خلافا للمباريات السابقة حيث لعب سنايدر على الخصوص دورا بارزا خصوصا في الدور ربع النهائي عندما سجل هدفي الفوز في مرمى البرازيل. وقال سنايدر “حصلنا على فرص للتسجيل لكن للاسف لم نترجمها الى اهداف. كنا اقرب الى التتويج باللقب العالمي، نحن مستاؤون، لا يمكننا التفكير في المستقبل بعد خسارتنا هذه المباراة النهائية، انه شعور مرير وصعب جدا”. وأضاف “مبدئيا يجب ان نكون فخورين بالمركز الثاني لاننا قدمنا كأس عالم رائعة. سنحتفل بهذا الانجاز مع جماهيرنا. اعتقد باننا خسرنا امام افضل منتخب في البطولة”. وكان سنايدر يمني النفس بالتتويج لاحراز لقبه الرابع هذا الموسم بعد ثلاثيته التاريخية مع فريقه انتر ميلان الايطالي (الدوري والكأس المحليان ومسابقة دوري ابطال اوروبا) ليعادل انجاز الاسطورة البرازيلي بيليه الذي احرز عام 1962 حين كان في الحادية والعشرين من عمره لقبي الدوري وكأس ليبرتادوريس مع فريقه سانتوس ثم قاد البرازيل للاحتفاظ باللقب العالمي قبل ان يتوج بعدها بلقب كأس انتركونتينينل (بطولة العالم للاندية حاليا) مع فريقه. من جهته، قال مدرب هولندا بيرت فان مارفييك “نحن حزينون جدا، كانت الاعصاب متوترة جدا في الشوط الاول وحاولنا فرض اسلوب لعبنا. حصل روبن على فرصتين ذهبيتين لكنه فشل في ترجمتهما، لكن اسبانيا كانت لها فرص اكثر. عموما كانت اسبانيا افضل”. واعرب فا مارفييك عن اسفه لعدم نجاحه في العودة بالكأس الى هولندا وفك نحس نهائي 1974 و1978 لكنه رفض اعتبار ذلك فشلا في مهمته ورهانه الذي وضعه قبل البطولة والمتمثل في التتويج بلقبها، وقال “لم يكن أحد يتوقع بلوغنا المباراة النهائية. كنا اقرب الى ركلات الترجيح، لكن للاسف استقبلت شباكنا هدفا في وقت قاتل بعدما كنا نلعب بعشرة لاعبين”. عموما لا يزال الجيل الذهبي الهولندي يملك فرصة للتألق في كأس أوروبا المقبلة في اوكرانيا وبولندا وكأس العالم المقبلة في البرازيل لان معدل اعمار اغلبهم رافايل فان در فارت ونايجل دي يونغ وسنايدر وفان بيرسي وكاوت يتراوح بين 25 و26 عاما. اجمل الاهداف عبر تاريخ العرس الكروي العالمي (اطار) قد يكون الاسطوريان دييغو مارادونا وبيليه افضل من ترك لمساته السحرية في الملاعب المونديالية من حيث اللمحات والاهداف التي لا تنسى، لكن هناك ايضا بعض اللاعبين الاقل شهرة الذين سجلوا اسمهم في التاريخ من حيث جمالية الاهداف التي سجلوها في العرس الكروي العالمي الذي يقام كل اربعة اعوام ومن بينهم المكسيكي نيغريتي والسعودي سعيد العويران وارخهم الهولندي جيوفاني فان برونكهورست. وفي ما يلي بعض افضل الاهداف التي شهدتها نهائيات كأس العالم: - هلموت ران (84)، المانيا-المجر 3-2 (نهائي 1954) أنه بطل “معجزة برن” دون ادنى شك، انه صاحب الهدف الذي منح المانياالغربية لقبها المونديالي الاول. فرض ران نفسه نجما مطلقا لنهائي 1954 ضد المجر واسطورتها فيرينك بوشكاش، اذ ادرك التعادل لمنتخب بلاده 2-2 بعدما تخلف امام منافسه صفر-2، وعندما كانت المباراة تلفظ انفاسها الاخيرة ضرب مجددا وسجل هدفه الثاني وهدف اللقب لبلاده بعدما تبادل الكرة مع فريتز وولتر قبل ان يتلاعب بمدافعين ثم يضع الكرة بيسراه داخل شباك المجر التي كانت مرشحة فوق العادة للفوز باللقب خصوصا بعد فوزها على المانياالغربية 8-3 في دور المجموعات. - بيليه (55)، البرازيل-السويد 5-2 (نهائي 1958) كان مراهقا في السابعة عشرة من عمره الا ان ذلك لم يمنع بيليه من التعملق في نهائي 1958 مظهرا برودة اعصاب ورباطة جأش قل نظيرهما اذ لعب الكرة من فوق المدافع السويدي سيغيه بارلينغ قبل ان يسجل هدف تقدم بلاده 3-1، مسجلا احد اروع الاهداف في نهائي المونديال، ولم يكن الاخير له.. - كارلوس البرتو (86)، البرازيل-ايطاليا 4-1 (نهائي 1970) ان اللمسة الاجمل في الهدف الذي سجله كارلوس البرتو في نهائي 1970 والذي كان الاخير لبلاده في هذه المباراة، كانت التمريرة “العمياء” التي قام بها بيليه الذي “شعر” بقائده قادما من خلفه فمرر له كرة الهدف الذي “كرس” منتخب السامبا بنسخة 1970 كافضل منتخب عرفته الكرة المستديرة حتى يومنا هذا. - سقراطيس (75)، البرازيل-الاتحاد السوفياتي 2-1 (الدور الاول عام 1982) دخل منتخب المدرب تيلي سانتانا مع نجميه زيكو وسقراطيس كالمرشح الاوفر حظا للظفر بلقب المونديال الاسباني، لكن الامور لم تكن سهلة على “سيليساو” في الدور الاول امام منتخب الاتحاد السوفياتي الصلب لانه وجد نفسه متخلفا صفر-1 حتى ربع الساعة الاخير عندما نجح سقراطيس في ادراك التعادل بهدف كان مزيجا بين السلاسة والقوة، اذ موه مرتين بانه سيسدد فخدع المدافعين قبل ان يطلق كرة صاروخية بيمناه سكنت زاوية مرمى الحارس الاسطوري داساييف. - مانويل نيغريتي (34)، المكسيك-بلغاريا 2-صفر (ثمن نهائي 1986) الحركة المثالية، هذا هو الوصف الذي ينطبق تماما على الهدف الذي سجله نيغريتي ضد بلغاريا ليلهب حماس 120 متفرج تواجدوا في ملعب “ازتيك”. كان الهدف الذي سجله الموهوب اليساري “الصغير” هوائيا بامتياز اذ وصلته الكرة بتمريرة رأسية من اغويري فتلقفها بتسديدة مقصية جانبية. - دييغو مارادونا (54)، الارجنتين-انكلترا 2-1 (ربع نهائي 1986) اختير اجمل هدف في تاريخ نهائيات. انه الهدف الذي سجله دييغو مارادونا ضد الانكليز بعد اربع دقائق على افتتاحه التسجيل ب”يد الله”. تخطى المعجزة الارجنتينية الخطوط الانكليزية من منتصف الملعب وتلاعب بالمدافعين الواحد تلو الاخر قبل ان يضع الكرة في شباك الحارس بيتر شيلتون. لم تفارق الكرة قدم مارادونا لمسافة 50 م الا عندما سددها في الشباك الانكليزية ليسجل اجمل الاهداف التي عرفها تاريخ الكرة المستديرة. - سعيد العويران (5)، السعودية-بلجيكا 1-صفر (الدور الاول عام 1994) ضربت السعودية بقوة في مشاركتها المونديالية الاولى: تأهلت الى الدور الثاني بفضل العويران الذي قادها للفوز على بلجيكا. لن ينسى اللاعب السعودي تاريخ 29 حزيران/يونيو 1994 كون هذا التاريخ قدمه على طبق من ذهب للشهرة العالمية والاضواء والسبب المواجهة السعودية البلجيكية في مونديال 1994 في الولاياتالمتحدة الاميركية. كان العويران فارس هذه المواجهة حيث نقش اسمه بحروف من ذهب في سجلات الفيفا ليس لانه سجل هدفا اعطى المنتخب السعودي تاشيرة الفوز على بلجيكا والعبور الى الدور الثاني، انما لانه سجله على الطريقة المارادونية التي طبعت مونديال المكسيك عام 1986، فقد سار العويران بالكرة من قبل خط منتصف الملعب وشق طريقه بين المدافعين البلجيكيين واودع الكرة في شباك الحارس ميشال برودوم. - جورجي هادجي (34)، رومانيا-كولومبيا 3-1 (الدور الاول عام 1994) تحدى “مارادونا كارباتيا” قوانين الصواريخ الباليستية ووضع الكرة في زاوية مرمى الحارس الكولومبي اوسكار كوردوبا بتسديدة اطلقها من 40 م، مؤكدا فوز بلاده 3-1 وحصولها على نقاط المباراة التي ساهمت في وصولها الى الدور الثاني وبعدها الى ربع النهائي، وهي افضل نتيجة في تاريخ مشاركاتها في النهائيات. - صنداي اوليساي (78)، نيجيريا- اسبانيا 3-2 (الدور الاول عام 1998) سطرت نيجيريا المفاجأة الاولى في المونديال الفرنسي عام 1998 عندما اسقطت اسبانيا ونجمها راوول غونزاليز بكرة صاروخية اطلقها صنداي اوليساي من حوالي 30 م فارتدت الكرة من القائم الى شباك الحارس اندوني زوبيزاريتا. - جيوفاني فان برونكهورست (18)، هولندا-الاوروغواي 3-2 (الدور نصف النهائي عام 2010) لم يكن احد يتوقع ان يختبر القائد الهولندي جيوفاني فان برونكهورست حظه من حوالي 30 مترا عندما اطلق بيسراه كرة “جابولاني” فاتجهت بسرعة صاروخية من الجهة اليسرى لتنفجر في الزاوية اليسرى العليا لمرمى الحارس الاوروغوياني فرناندو موسليرا، ممهدا الطريق امام “البرتقالي” للتأهل الى النهائي للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامي 1974 و1978، ليودع بالتالي الملاعب العالمية بافضل طريقة لكنه سيعتزل بعد النهائيات. - اجمل الاهداف...التي لم تسجل حركتان رائعتان مهددتا الطريق امام بيليه ليظهر للعالم معدنه الاسطوري حتى وان لم تجد الكرة طريقها الى الشباك. الاولى كانت عام 1962 في تشيلي عندما حاول ان يضع كرة “ساقطة” فوق الحارس التشيكوسلوفاكي ايفو فيكتور من منتصف الملعب لكن محاولته ارتدت من العارضة، والثانية عام 1970 في المكسيك عندما قام بحركة فنية رائعة مموها بجمسه ليتخطى حارس الاوروغواي قبل ان يسدد لكن الكرة مرت الى جانب القائم.10