يتمتع سعادة السفير محمد طيب بحس دبلوماسي راق، كيف لا، وهو الذي تبوأ مكانة عالية في وزارة الخارجية، حتى وصل إلى منصب المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة، وهو الذي عمل في عدة دول في سفارات المملكة في الخارج، كما أن السفير الطيب أحد الملتصقين بنادي الوحدة منذ أكثر من أربعين عاما، وقد زاملته في النادي في مرحلة الأشبال (الناشئين) وذلك عام 1385ه، تقريبا، وحتى عندما كان مقر عمله خارج المملكة، أو بمقر الوزارة بالرياض، فإنه كان قريبا من أخبار النادي، يتحسس همومه ومشاكله ووضعه، فكان عضوا في أسرة الوحدة بالرياض، وعندما انتقل عمله إلى جدة، كان أيضا قريبا من النادي، حتى اختير لأن يكون نائبا لرئيس هيئة أعضاء الشرف، الذي كان يمثلها في هذا المنصب معالي الدكتور محمد عبده يماني، فأعطى الكثير مما في جعبته، وكان لديه الكثير ليعطيه، لكنه كان ينتظر أن تنتظم الأمور، ويتم ترسيم هيئة أعضاء الشرف رسميا، ولقد التقيت بسعادته في أكثر من اجتماع، ووجدت فيه الدبلوماسي الرياضي، والرياضي الدبلوماسي، كما لمست فيه حبه الكبير لمكةالمكرمة، وحبه لنادي الوحدة الذي يمثل مكةالمكرمة، لذا، كان متحمسا للعمل في نادي الوحدة وتقديم خدماته للنادي، من زاوية تواجد النادي في هذه البقعة المقدسة، عاصمة الإسلام والمسلمين، فكان من الطبيعي أن يتأثر سعادته بما حدث في اجتماع الجمعية العمومية، وأراد بحنكته السياسية، أن يقود سفينة الاجتماع لبر الأمان، لكنه لم يعط الفرصة لتحقيق هذا الهدف، حيث خرجت الأمور عن سيطرة الجميع، وأخذت منحى لا يحسد عليه... وفي لقاء جمع السفير الطيب مع الإذاعي المخضرم، الأستاذ فريد مخلص، عبر إذاعة المملكة، كشف سعادته عن كثير من الأمور الهامة، التي تخص النادي وإدارته وأعضاء الشرف، فوضع بذلك النقاط على الأحرف، مما لا يدع مجالا للشك بأن السفير الطيب رجل لا يساوم على الأشياء، وأنه يتمتع بالصدق والنزاهة وحسم الأمور بمصداقية، فهو يريد أن تكون الأمور شفافة صادقة لا مواربة فيها، وهو صريح إلى درجة أن يواجه من أمامه بهذا المبدأ. ولقد أثار السفير الطيب نقطة هامة خلال اللقاء، حيث طالب أثرياء المجتمع المكي ورجال الأعمال فيه، أن يعطوا بالقدر الذي يأخذوا من مكةالمكرمة، التي كونوا ثرواتهم منها، وأن يساهموا بدعم المؤسسات الاجتماعية والرياضية والخيرية، ليس منا منهم ولكنه التزام أدبي وشراكة اجتماعية بين جميع الأطراف. ولقد أعجبني إثارة هذه النقطة التي أرجو أن يعمل عليها السفير الطيب لإخراجها إلى حيز الوجود، ويجعل منها مبدأ، أرجو أن يلتزم به الجميع، من المعنيين بالأمر. وفي اللقاء الأخير بنادي الوحدة، صدم السفير الطيب بما حدث، ولم تعجبه الطريقة التي دارت بها الأمور، التي انفجرت قبل أن يبدأ الاجتماع، حيث افتقد الاجتماع إلى دقة التنظيم وتطبيق النظام!!.، فهو من وجهة نظره ووجهة نظر الجميع أيضا، بأن ما حدث ما كان يجب أن يحدث، فحاول السفير إعطاء الفرصة لكي يبدي البعض وجهة نظرهم بصورة حضارية، لكن البعض أرادها خارجة عن نطاق اللياقة التي يجب أن تكون في مثل هذه الاجتماعات. ولم يستطع يومها أحد ممن تصدى لإصلاح الموقف، أن يحتووا الموقف!!، فتجاوزت الأمور الحدود المسموح بها أدبيا، فكان مساء جسد لنا واقعا مؤلما للغاية، مما دفع بعض محبي النادي أن يتوجهوا لمقابلة سمو الرئيس العام لإيضاح وجهة نظرهم أمام سموه، حيث توج المقابلة، بالزيارة التاريخية لسموه لنادي الوحدة. أعود فأقول بأنني عرفت السفير الطيب منذ خمسة وأربعين عاما، والعجيب أنني تعرفت عليه على أرضية ملعب ساحة إسلام، عندما اشتركنا في نفس العام، لنمثل أشبال الوحدة، وكان معنا أيضا في نفس الوقت أخي وزميلي الأستاذ سالم غلام وصديقي الأستاذ عابد شيخ والأستاذ طلعت أزهر وغيرهم.. فقد عرفت في السفير الطيب أدبه وأخلاقياته العالية وجميل تعامله مع الآخرين، كما عرفت فيه حبه وعشقه لمكةالمكرمة ولنادي الوحدة، فقد قَبِل بأن يعمل نائبا لرئيس أعضاء الشرف، انطلاقا من مبدأ هذا الحب الكبير الذي يعيشه لمكةالمكرمة. كما أن السفير الطيب يعتبر مكسبا لنادي الوحدة، ولأي كيان أو مكان يتواجد ويعمل فيه، وليس هذا الكلام من باب المجاملة لسعادته أو لكونه صديقي الذي تربطني به صلة قرابة ورحم، لكن الواقع يؤكد كلامي، فهو لولا كونه كذلك، لما وضعت فيه الدولة ثقتها بأن توليه مرفقا من المرافق الهامة في بلادنا، حيث أحدث نقلة نوعية في هذا المرفق. لذا كان يجب على من يتعاملون معه أن يكونوا على قدر كبير من الشفافية والمصداقية، لأنها الطريق الوحيد الذي يتعامل به سعادته. فأرجو من إدارة نادي الوحدة، ومن الجميع الذين يريدون الخير لمكةالمكرمة وللنادي، أن يعملوا على جمع ولم شمل هذا النادي من أعضاء شرف وأعضاء جمعية عمومية وجماهير ومحبين، لأن التاريخ سيذكر كل هذا، كما ستذكره الأجيال المقبلة، فليعمل الجميع بأن تكون صفحات التاريخ صفحات ناصعة بيضاء، يفتخر بها، وأنها ستذكر بأن هناك رجالاً قادرون على احتواء المواقف وأنهم يستفيدون من رجالات وشخصيات المجتمع الذين تتشرف بهم المجتمعات، ويشرفون المكان الذي يتواجدون فيه... ويا أمان الخائفين....