رحبت واشنطن بالمحادثات التركية الإسرائيلية غير المعلنة والرامية لرأب الصدع بينهما، قائلة إن الحليفين لعبا دورا (هاما) بالعمل سوية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن بلاده تحدثت إلى كل بلد عن العلاقات التي تعكرت بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية المتجه لإغاثة قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل. وأضاف كراولي أن (العلاقات بين تركيا وإسرائيل لا تخدم مصالح المنطقة فحسب بل أيضا تدعم مصالحنا في المنطقة). وقال (نحن نؤيد مثل هذا الحوار الذي من شأنه أن يصلح انكسارات الأسابيع والأشهر الماضية). ولم يشر المتحدث الأميركي إلى وساطة أميركية، غير أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن البيت الأبيض تدخل بشكل مباشر للدفع نحو المحادثات. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما التقى برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تورونتو بكندا يوم الأحد الماضي، ومن المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن في السادس من الشهر الجاري. وأكدت تركيا في وقت سابق الخميس أنباء الاجتماع غير المعلن بين وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو ووزير الصناعة والتجارة والعمل الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر في بروكسل يوم الأربعاء. وفي إسرائيل قالت مصادر إن بن إليعازر شارك في الاجتماع دون أن يحصل على إذن مسبق من وزارة الخارجية، لكن الإذاعة الإسرائيلية قالت إن الاجتماع عقد بمعرفة نتنياهو. وتسبب هذا الموقف في إعلان وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان (غضبه بسبب عدم إبلاغه عن الاجتماع). ومن جهته أكد أوغلو أن الحكومة الإسرائيلية هي التي طلبت عقد اجتماع الأربعاء في بروكسل، قائلا (طلب الاجتماع جاء من إسرائيل بالطبع). وبدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية براق أوزوغرجين (كرر داود أوغلو الخطوات التي تتوقع تركيا (من إسرائيل) اتخاذها في هذا الإطار من أجل تحسين العلاقات). وتطالب تركيا باعتذار من إسرائيل، وتريد منها أن تدفع تعويضات، والموافقة على إجراء الأممالمتحدة لتحقيق في الهجوم على أسطول الحرية، ورفع الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة. يذكر أن الاجتماع الذي لم يعلن مسبقا، هو الأول على هذا المستوى منذ أن قتلت قوات إسرائيلية ثمانية نشطاء أتراك وأميركيا من أصل تركي على متن “أسطول الحرية” قبل نحو شهر، بينما كانوا يحاولون كسر الحصار المفروض على غزة. وأدى الحادث إلى توتر العلاقات مع أنقرة التي كانت توصف بأنها واحدة من أقوى حلفاء تل أبيب في المنطقة.