تواصلت اليوم ولليوم الثاني على التوالي فعاليات الندوة العلمية العربية حول حماية الشباب من المخدرات المنعقدة في العاصمة الجزائرية الجزائر والتي بادرت إلى تنظيمها جامعة نايف العربية للعلوم الامنية بالتعاون بالتنسيق مع جامعة الجزائر. وقد افتتح فعاليات الندوة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الجزائرية عبدالعزيز بلخادم وبحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري أبو عبدالله غلام الله وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجزائر الدكتور سامي بن عبدالله الصالح ومدير جامعة الجزائر والدكتور الطاهر حجار وممثلين عن جامعة نايف العربية للعلوم الامنية. وتميزت الندوة بحضور عربي نوعي من خلال مشاركة خبراء ومختصين وأساتذة من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية وجامعة الجزائر إضافة إلى ممثلين عن الهيئات العلمية والجامعات العربية ووزارات الداخلية والعدل والشؤون الإجتماعية والصحة والأجهزة الأمنية المعنية بموضوع الندوة من مختلف الدولة العربية. وأوضح عميد مركز الدراسات والبحوث الدكتور عبدالعاطي أحمد الصياد أن الندوة تأتي ضمن إطار نشاطات وإنجازات مركز الدراسات والبحوث بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وتسعى إلى إبراز مخاطر المخدرات على الشباب وبيان طرق حماية الشباب من المخدرات وكذا التعرف على طرق الوقاية والمكافحة. وبين أن المشاركين في فعاليات الندوة التي ستتواصل لمدة ثلاثة أيام سيدرسون جملة من المحاور أهمها / الآثار الاجتماعية والنفسية لتعاطي المخدرات على الفرد والمجتمع / و/ العوامل الاجتماعية والنفسية المساعدة على تعاطي المخدرات لدى فئة الشباب / و/ البرامج والتدابير الوقائية من المخدرات المخصصة لفئة الشباب / ، وأخيرا نماذج وقائية دولية في مجال تعاطي المخدرات. وفي سياق الحديث عن أهمية موضوع هذه الندوة قال رئيس جامعة الجزائر الدكتور الطاهر حجار في مداخلته أمام المشاركين بأن انتشار ظاهرة المخدرات أصبح أمرا مقلقا للعالم أجمع وانشغالا يستوجب تكاتف جهود الافراد والمؤسسات والجمعيات للوقاية منها ومكافحتها وذلك لما تسببه من أضرار حيث لم تعد الآثار السيئة للمخدرات على المجتمعات مخفية على أحد ، فهي تلحق الضرر بالأنفس البشرية وبالعقول وبالأموال وبالأعراض، وهذه هي الضروريات التي إذا اختلت اختل نظام العالم. ولقد جاءت هذه الندوة المتخصصة لتبحث في ظاهرة المخدرات وما يتبعها من المتاجرة فيها وترويجها وبيان التدابير الشرعية والقانوية الكفيلة بالوقاية منها ومكافحتها وتحصين الشباب من سمومها. وفي حديث ذي صلة قال المشرف العلمي للندوة الدكتور أحسن مبارك طالب ممثل جامعة نايف في محاضرته بأن التعامل مع مشكلة تعاطي المخدرات وإدمانها ينبغي أن يقوم على اعتماد سياسة أو إستراتيجية اجتماعية وواقعية في إطار مجموعة تدابير وبرامج وقائية تنطلق من منطلق ميداني احترافي موجه للأسوياء من أفراد المجتمع ليبقوا أسوياء وبخاصة فئات الشباب والناشئة، مع اعتماد سياسة تأهيلية علاجية لفئة المدمنين تعتمد على التطبيق الميداني الفعلي الإحترافي للبرامج التأهيلية،المعروفة عالميا، والتي ثبتت نجاعتها بالفعل. فيما عبر رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الامنية الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي في كلمة مطبوعة وزعت على المشاركين في الندوة عن سعادة الجامعة وترحيبها بجميع المشاركين في الندوة العلمية “حماية الشباب من المخدرات “ التي تنظمها الجامعة بالتعاون مع كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر، مؤكدا أن المخدرات باتت تشكل مشكلة تواجه المجتمعات الإنسانية ، وتشير إلى الخلل القائم في الأنظمة القيمية والتربوية والإجتماعية. وقال الغامدي إن ما يثير القلق أن الشباب وصغار السن معرضون أكثر من غيرهم من الفئات العمرية ومن هذا المنطلق أولت الجامعة اهتماما كبيرا بهذا الموضوع من خلال لقاءاتها وندواتها العلمية ومحاضراتها الثقافية والتوعوية وكذا من خلال الدراسات والبحوث والمشاركات العلمية المتعددةعلى المستويين العربي والدولي. يذكر أن مركز الدراسات والبحوث بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية قد أشرف في مجال الاهتمام بموضوع المخدرات إلى غاية نهاية 2009 م على تنظيم 32 ندوة علمية وأكثر من 36 محاضرة وطبع 54 إصدارا علميا ، حيث أصبحت مراجع رئيسية للباحثين العرب والأجانب. وتتواصل فعاليات ندوة الجزائر بإلقاء العديد من المحاضرات والمداخلات التي استقطبت مئات الأساتذة والمختصين والطلبة ، علما أن المناقشات تجري في جو علمي هادئ أساسه البحث عن العلاج الملائم لظاهرة إدمان الشباب على المخدرات. وبهذا الشأن تم التركيز على الجوانب الدينية والتربوية والتوعوية في حياة الشباب ، فضلا عن أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المسجد والمدرسة والمجتمع المدني عموما وكذا مختلف وسائل الإعلام التي أصبحت سلاحا ذو حدين بتعبير بعض المتدخلين. وبموازاة ذلك شدد المشاركون على ضرورة الإستفادة من تجارب الدول التي نجحت في مواجهة هذه الآفة الفتاكة التي دمرت عقول ملايين الشباب. ومن المنتظر أن تخرج هذه الندوة التي تمحورت حول حماية الشباب من المخدرات والتي وصفها المتداخلون بالنوعية بجملة توصيات من شأنها المساهمة في تطويق هذه الظاهرة الخطيرة والحد من آثارها السلبية على المجتمع وحماية الشباب من مخاطرها على الدين والعقل والصحة.