ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أياد بيضاء ومواقف عربية وإسلامية نبيلة تجاه القضايا العربية والإسلامية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية حيث استمر على نهج والده الملك عبدالعزيز رحمه الله في دعم القضية سياسيا وماديا ومعنويا بالسعي الجاد والمتواصل لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وتبنى قضية القدس ومناصرتها بكل الوسائل. وفى هذا الإطار قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (عندما كان وليا للعهد) تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم (مشروع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز) قدم لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002م وقد لاقت هذه المقترحات قبولا عربيا ودوليا وتبنتها تلك القمة وأضحت مبادرة سلام عربية أكدتها القمم العربية اللاحقة . ووجه رعاه الله في يوليو عام 2006م بتخصيص منحة قدرها مائتان وخمسون مليون دولار للشعب الفلسطيني لتكون بدورها نواة لصندوق عربي دولي لإعمار فلسطين . وعندما حدث خلاف بين الفلسطينيين سارع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتوجيه الدعوة لأشقائه قادة الشعب الفلسطيني لعقد لقاء في رحاب بيت الله الحرام بمكةالمكرمة لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية ودون تدخل من أي طرف والوصول إلى حلول عاجلة لما يجري على الساحة الفلسطينية. واستجاب القادة الفلسطينيون لهذه الدعوة وعقد كل من فخامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وإسماعيل هنية اجتماعات في قصر الضيافة في مكةالمكرمة بحضور عدد من المسئولين في حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين. وتوجوا تلك الاجتماعات باتفاق مكة الذي أعلن بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قصر الصفا بجوار بيت الله الحرام في العشرين من شهر محرم 1428ه . وعندما قامت إسرائيل بشن حربها الشرسة على قطاع غزة بادر خادم الحرمين الشريفين إلى إجراء الاتصالات والمشاورات والاجتماعات مع عدد من زعماء وقادة دول المنطقة والعالم حول الوضع في قطاع غزة , والاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الشعب الفلسطيني هناك . وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله توجيهاته بتأمين كل ما يمكن من المستلزمات الطبية والأدوية وشحنها إلى قطاع غزة عن طريق جمهورية مصر العربية ، إضافة إلى تأمين طائرات الإخلاء الطبي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى من الفلسطينيين من العريش في مصر إلى المملكة وكذلك تأمين طائرات الشحن الجوي لنقل المستلزمات الطبية والأدوية بالتنسيق مع الأشقاء المصريين والفلسطينيين إلى العريش في مصر وبالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة. ووجه الملك المفدى باعتماد معالجة الجرحى الفلسطينيين في مختلف مستشفيات المملكة التخصصية والمرجعية والعامة كل حسب حالته الصحية وأن تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية حيال ذلك واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنجاز ذلك بشكل عاجل جداً. كما وجه حفظه الله ورعاه بإطلاق حملة تبرعات شعبية عاجلة في عموم مناطق المملكة للمساهمة في مساعدة وعون وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين والوقوف معهم جراء ما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة . وتأكيداً لحرص ومتابعة خادم الحرمين الشريفين على تقديم العناية الطبية اللازمة للمصابين الفلسطينيين قام حفظه الله بزيارة لعدد من المصابين الفلسطينيين واطمأن على صحتهم كما أوصى ببذل أقصى الجهود للعناية بهم والاهتمام بمرافقيهم . كما وجه حفظه الله بصرف مبلغ مالي يومي للمرضى الفلسطينيين المحالين للعلاج بالمملكة ومرافقيهم طول فترة تواجدهم بالمملكة . وفيما يتعلق بلبنان الشقيق عندما حدث الاعتداء الإسرائيلي السافر على بيروت وعلى الجنوب اللبناني في شهر يوليو من العام 2006م دانت المملكة بشدة تلك العمليات العسكرية وحذرت المجتمع الدولي من خطورة الوضع في المنطقة وانزلاقه نحو أجواء حرب ودائرة عنف جديدة من الصعب التنبؤ بنتائجها خاصة في ظل التراخي الدولي في التعاطي مع السياسات الإسرائيلية ودعت المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الشرعية والإنسانية لإيقاف العدوان الاسرائيلى السافر وحماية الشعب اللبناني الشقيق وبنيته التحتية ودعم جهود الحكومة اللبنانية الشرعية للحفاظ على لبنان وصون سيادته وبسط سلطته على كامل ترابه الوطني.