إن التفكير الايجابي سلوك إنساني يتميز بالواقعية والعقلانية في كل المواقف, بدءا من ترتيب وتنظيم الأمور الحياتية اليومية , مرورا بالعلاقات الاجتماعية والتطلعات المستقبلية , وصولا إلى الأهداف والطموحات الكبرى التي عادة ما تكون غاية الإنسان من رحلة عمره وكفاحه. والايجابية تحمل في طياتها معاني كثيرة ؛ فمنها أن تكون متفاعلا مع من حولك مؤثرا ومتأثرا بهم , فتشاركهم أحزانهم وأفراحهم , وطموحاتهم وأحلامهم , وتتناقش معهم وتتحاور من أجل الوصول إلى أسلم الحلول للمشكلات القائمة وأكثرها فائدة ومنفعة لك ولهم. كما تعني الايجابية روح التفاؤل والإقبال والتسامح والقناعة والنظرة المبسطة المتزنة لظواهر وبواطن الأمور , فالشخص المتمتع بالتفكير الايجابي هو شخص مقبل على الحياة رغم نوائبها , وهو ينظر للأشياء والمواقف بنظره معتدلة ليست بحالمة ولا متشائمة , فهو شخص قنوع يضع الأمور في موازينها فتبدو له المساوئ والمحاسن كما هي عليه في طبيعتها دون تضخيم أو تأويل مبالغ فيه لكليهما أو لأحدهما دون الآخر. وبإيجاز نستطيع أن نقول إن التفكير الإيجابي هو تفكير منطقي بناء , يساعد صاحبه على تحقيق التميز والنجاح , كما يساعده على التطلع نحو الأفضل , ورسم صورة مضيئة لمستقبل مشرق وذلك من خلال صياغة أهداف وطموحات يمكن تحقيقها في ضوء الاجتهاد والمثابرة والعمل الدؤب المتواصل. ويبقى لنا تسليط الضوء على المعايير والوسائل الهامة التي ينبغي اتباعها حتى يمتلك الفرد تفكيراً إيجابياً قويماً وسليماً , ولعل نجاح هذه الوسائل يتوقف على الفرد ذاته وعلى استعداده وقدراته ومؤهلاته الكامنة , وذلك باعتبار أن مثل هذه الوسائل غالبا ما ترتبط بالجوانب الأصيلة في شخصية الفرد نفسه. وحتى تكون ايجابي التفكير أيها القارئ العزيز ينبغي عليك بما يلي: التمسك بحبل الله المتين والتوكل عليه , التفاؤل بالخير في الذات وفي الآخرين , التروي والهدوء وعدم الانفعال في الحكم على مجريات الأمور , استثمار الجوانب الجيدة في الذات وفي الآخرين , مواجهة المشاكل بابتسامة رضا وقناعة , عدم الهروب من المشكلات وتجاهلها , تحقيق الذات واستثمار القدرات , حسن التعامل مع الآخرين. وقفة لنرتقي: كلما أحسن الفرد في توظيف إمكانياته وقدراته على النحو الجيد , كلما أصبح قائداً لتفكيره وموجها له نحو الإيجابية البناءة , وبهذا يكون قد امتلك أول مفاتيح النجاح.