لقد تعجبت كثيراً من عشرات الآلاف من الجنس الذكوري الذين انهالوا برسائلهم يطلبون رضا سيدات الأعمال اللاتي عرضن أنفسهن للزواج، فبمجرد أن رفع ستار عرض سيدتي الأعمال الجداوية والمكاوية، حتى انهالت الرسائل على مؤسسة عكاظ حتى لم تجد مكانا لتفريغ الرسائل!!!. فسيدة الأعمال الأولى أغرت من يتزوجها بخمسة ملايين ريال، أما الثانية وهي سيدة أعمال مكاوية، فقد عرضت شروطها المتعددة، التي منها بأنه تريده لا يقل عن خمسين عاما، وأن يوافق ولا يعترض على سفرها إلى أبنائها الذين يدرسون في أمريكا، وأن يشرف على أعمالها وأن وأن وأن!!، فوافق الكثيرون بل الآلاف على هذه الطلبات، ولم أكن واحدا من هؤلاء المتقدمين، لأنني أخذت أدرس الموضوع من جميع جوانبه، فوجدت أن جميع الشروط تنطبق علي، وإنني لو تقدمت إلى سيدة أعمال مكة، فإنني ربما أكون الفائز الأول في الاختيار، وأنها لن تتردد في قبولي زوجا لها، لكنني ترددت كثيرا، ولم أبعث إليها عبر جريدة عكاظ، لأن هذه السيدة المحترمة، لم تفصح عن ميولها الكروية، وهل هي وحداوية أم تشجع فريقا غير الوحدة!!!. وهذا في الحقيقة الذي أوقفني كثيرا، لأنه يهمني جدا أن أعرف ميولها الكروية، فلو فرضنا أن الزواج قد تم، واتضح لي بعد ذلك أنها اتحادية، فإنني بالتأكيد لن أبقى معها يوما واحدا، لأنني شديد الغيرة على وحداويتي، ولا أطيق أبدا أن يكون في مكة من هو غير وحداوي!!. ولا أدري كيف تأقلمت مع الدكتور عبدالله عطار الاتحادي المتعصب، الذي عشت معه أكثر من أربعين عاما، وهو يخفي عني تعصبه. لذا، كان من المهم جدا أن تعلن سيدة الأعمال عن ميولها الكروية، لأنها لو كانت وحداوية، فإنني يمكنني، بعد الزواج أن أطلب منها دعم نادي الوحدة بعدة ملايين، يمكنها أن تبقي لاعبينا المحترفين، أمثال الكاملين، في عرين الوحدة، للاستفادة من عبقريتهما الكروية، بدلا من أن يستفيد منها النادي الأهلي بجدة، والذي يمكنه أن يجلب أفضل اللاعبين العالميين، بدلا من شراء لاعبينا و(إحنا على قد حالنا). ولكنني أعجبتني من جرأة مليونيرة مكة التي أبدت رغبتها بأن تتزوج مذيعاً معروفاً لامعاً، وصرحت بذلك على صفحات عكاظ، على الرغم من أنه لم يتقدم لها، لكنها كانت رغبة مبطنة، لعلها تصيب في جلب انتباه صاحبنا الإعلامي لأن يتقدم لصاحبة الملايين فيفوز بها... وهذا حقيقة سيقلل من حظوظي عند المليونيرة، لأنني لست صاحب برنامج تلفزيوني لامع، ولست مشهورا بالقدر الذي يلفت الأنظار. ولكنني، وبعد تفكير عميق في الموضوع، وجدت نفسي أحلم وكنت أحلق بعيدا عن الواقع، في لحظات من أحلام اليقظة، لأنني نسيت لبرهة وجيزة، في خضم الأحداث التي تجري من حولنا، بأن في منزلي امرأة هي من أفضل وأحسن وأعظم نساء العالم، ولا يمكن أن يوزن بها أحد من نساء العالم إلا من رحم ربي، هذا من وجهة نظري، بل لا يمكن أن أفكر في يوم من الأيام أن أجرح شعورها، أو أن أؤذيها قيد أنمله، فهي الكريمة بنت الكريم العم حسن شهاب حلواني رحمه الله، فقد كان من خيرة الناس، لذا كانت ابنته من خيرة الناس، واستني بمالها وصبرها ودماثة أخلاقها وجمال طبعها وحسن عشرتها وكريم مناقبها وجميل تربيتها، فكيف أفكر، بل إنني لن أفكر أبدا في أن يكون لي زوجة أخرى غيرها، حتى ولو ملكت مليارات الدنيا ... سيقول البعض ( والله خائف من حرمتو وما يقدر يتزوج، علشان كدا قال هادا الكلام) وفي الحقيقة أنا خائف من أن أجرح شعور هذه الزوجة التي صبرت علي وأنا في غربتي، والتي عاملتني بكل ود وأدب واحترام طيلة أربعين عاما، فلم أسمع منها كلمة تأفف أو تذمر ، لأنها صاحبة أخلاق عالية، ومستوى من التدين مرتفع ولله الحمد... من جهة أخرى، أخاف أن يعاتبني أخي الأستاذ خالد سابق، على مقالتي هذه ، وثنائي على زوجتي الداعية الأستاذ حياة شهاب، فهو لا يحبذ هذا النوع من المقالات، لكنه سيعذرني، لأنني أتبع سنة حبيبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي امتدح زوجه السيدة خديجة رضي الله عنها، بما هو أهله، وبما يوصل لنا صورة كاملة عظيمة عن تلك الزوجة الطاهرة الصابرة المؤمنة، رضي الله عنها. ونحن من هذا الباب، يجب أن نمتدح زوجاتنا بما فيهن من أخلاق وحسن تربية وطيب معشر، أسأل الله أن يحفظ علينا زوجاتنا الكريمات، وأن يوفق مليونيرة مكة (بابن الحلال الذي يحقق لها رغباتها، وأرجو أن أكون وجريدة الندوة من المدعوين لحفل الزفاف، هذا إذا كان العشاء (سليقا)، أما إذا كان (بوفيها) فإنني سأعتذر لأنني أكره (البوفيهات المفتوحة) ويا أمان الخائفين.