تظل الأمة الحية هي التي تملك مقومات الخصوصية والهوية بما يعني وجود بصمات واضحة وسجلت لها حضوراً مشرفاً في ماضيها البعيد والقريب والتواصل مع الحاضر ضمن قنطرة وبوابة التراث الحي الذي يسجل مفردات الذاكرة الإنسانية ويأتي التفكير ببعث واحياء تراث الأمة من خلال العقول النيرة والواعية بمعطيات المرحلة التي نعيشها وهي في حقيقة الأمر مرحلة مظلمة تسجل تراجعاً وانكساراً حاداً في مضامين الماضي لكل أمة عامة وأمة العرب خاصة بعد ظهور الحضارة المادية وسيادة مبدأ العولمة التي تجرف في طريقها كل مصادر التراث الإنساني والقيم الفاضلة من أجل تدجين العالم على أسس ومبادئ العولمة وحدها هكذا هي ملامح وسمة هذا العصر الذي نعيش فيه ولذلك أخلص المخلصون على سلامة تراث الأمة بمختلف ألوانه ومسمياته من أجل حماية هذا التراث من الاندثار والضياع وأي مساهمة أو مشاركة في مجال حفظ التراث أجدها أكثر الأعمال نفعاً لحاضر الأمة وأجيالها القادمة ومن أجل الحق وإظهار الحقيقة لابد لنا من الاشادة بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العليا للسياحة في بلادنا الذي دعم فكرة تأسيس (الجمعية السعودية لحماية التراث) وتابع بنفسه خطوات التأسيس حتى تم انطلاق نشاط الجمعية بعد التأسيس اعتباراً من 2/6/1431ه بعد صدور نظامها الاساسي وانتخاب مجلس إدارتها برئاسة صاحبة السمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز الذي نلمس في سموها المزيد من التحمس لمشروع انشاء هذه الجمعية الحلم والذي ينتظرها المزيد من الأعمال القادمة من أجل حماية وصيانة تراثنا الحي سواء كان منه المادي المشاهد أو الملموس أو منه التراث المسموع بمختلف أنواعه وكان لنا أنا شخصياً المزيد من الفرح والسرور والغبطة بتحقيق أشهار جمعية حماية التراث ومشاركتي فيها عضو مؤسس مع كوكبة مضيئة لها جهود مشكورة في بلدي تعمل من أجل حماية التراث وتؤمن بهذه القيم والإرث الحضاري الذي صنعه الاجداد وأبدعوا فيه ومن حق أجيالنا في الحاضر التعرف على هذا التراث والانبهار به والفخر بماضي أمتهم وأن لهم في الماضي مكونات حضارية مصدر اعتزاز ولدينا العديد من المفردات التراثية المميزة والتي تشكل في مجملها انفراد بلادنا بها بين الأمم الأخرى ولا يصح أهمال هذا التراث وتركه في مهب الريح ولعل هذه الجمعية الوليدة والتي اتشرف بعضويتها مع مجموعة مختارة من الزميلات والزملاء تظهر أعمالها سريعاً بدعم ومساندة متواصلة من صاحب فكرة ايجاد هذه الجمعية إلى حيز الوجود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وساعده الأيمن في مجال حفظ التراث ومستشاره في هذا المجال الاستاذ الدكتور سعد الراشد أمين عام جمعية التراث وهو عالم جاد وفاضل له جهود مشكورة في اظهار وحماية تراثنا ومكتشف أول كشف أثري في شمال غرب المملكة حيث كشف موقع (الربذة الاثري شمال المدينةالمنورة) ولها العديد من الانجازات في البحث والتأليف والاكتشاف الاثري يسرك الرجل بحسن تواضعه وخلقه وأدبه وعلمه وله الدور الأكبر في تواصله واختيار الجمعية السعودية لحماية التراث حقق الله امال المخلصين لوطنهم في كافة المجالات وإلى حلقة أخرى.