كانت المملكة من أوائل الدول الداعية للمجتمع الدولي أن يقوم بواجبه تجاه الممارسات الإسرائيلية والغطرسة التي تتعامل بها مما جعل عملية السلام تتعثر إلى هذا المستوى الذي دفع بإسرائيل أمس إلى ارتكاب جريمة حمقاء بمواجهة قافلة إنسانية باسلحة نارية ومقتل عدد من مرافقي القافلة .. هذه جريمة ما كان لها أن تتم لو تعامل المجتمع الدولي بجدية مع إسرائيل اثناء عدوانها الغاشم على غزة والذي استخدمت فيه إسرائيل أسلحة محرمة دولية .. ذلك الصمت العالمي اشعر إسرائيل أنها دولة فوق القانون .. وليست هناك جهة تستطيع أن تحاسبها على ما ترتكبه من جرائم. وبالأمس وجهت المملكة رسالة حاسمة أخرى إلى مجلس الأمن بأن يتحمل مسؤولياته تجاه هذه الاعتداءات والسياسة الهمجية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي .. فهذا الاعتداء الأخير هو بحق كما وصفته المملكة عدوان يعكس الممارسات غير الإنسانية لإسرائيل وتحديها السافر للعالم كافة ، وللقانون الدولي مع اصرارها على تجويع الشعب الفلسطيني ومنع كل وسائل الإغاثة الإنسانية إمعاناً في قتل الابرياء. وهذا الموقف الصريح الذي عبرت عنه المملكة في استنكار هذه المجزرة يجب أن يلامس مسامع واهتمامات أعضاء مجلس الأمن وهم يتأهبون للاجتماع لمناقشة هذا العدوان الإسرائيلي .. وإذا لم يبادر مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف قوي من هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي فانه يكون قد أعطى الحماية لإسرائيل لترتكب المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني وحرمانه من أبسط مقومات الحياة الكريمة.