أقام النادي الأدبي الثقافي بالطائف أمسية نقدية بعنوان (صخب الذات – همس الرواية – مقاربة بانورامية للرواية السعودية الجديدة) ألقاها فيصل بن سعد الجهني وأدارها من الصالة الرجالية الدكتور عبد الرحمن الطلحي، فيما تولت خديجة قاري إدارتها من الصالة النسائية، وحضرها رئيس النادي حمّاد بن حامد السالمي وأعضاء النادي وعدد من المثقفين والمهتمين من الرجال والنساء. وتحدث المحاضر في بداية المحاضرة عن مفهوم الرواية السعودية الجديدة وبدايات العمل الروائي، ومرحلة التأسيس وأثر عودة الشباب السعودي المثقف من الخارج على تطور الرواية في مراحلها الأولى، كما استعرض خلال محاضرته سبل الكشف عن مظاهر الرواية في المشهد الروائي المحلي الجديد، و(الثيمات) الروائية، وآليات تحقيق هذه (الثيمات)، ومستويات الرواية، كما تطرق لأسباب تراكم الرواية الجديدة في السعودية. وشهدت الأمسية العديد من المداخلات التي بدأها الناقد الدبي المعروف الدكتور عالي القرشي، والذي أكد أننا نعيش المأزق عندما نبحث عن الرواية الخالصة (المثالية)، مشيرا إلى أن مسألة اختلاف القراءة وزوايا النظر، والعمق الفلسفي والمكان وسطحية الشخصية لها أثرها لدى القارئ أو المتلقي. فيما أشار الدكتور يوسف العارف إلى أن الرواية السعودية الجديدة خطت خطوات حثيثة سار على نهجها واقتفى أثرها غيرها، مؤكدا في مداخلته أن المرأة لن تصل إلى الرواية إلا متأخرة. فيما استنكرت الأديبة لطيفة قاري الكتابة السطحية في كتابة الرواية، قائلة: دائما نلغي حياتنا وواقعنا في كتاباتنا، ومشيرة إلى أن الرواية حاليا تعكس حالة الجفاء والسطحية التي يعيشها الكثيرون. فيما تساءلت القاصة سارة الصافي عن مدى وضوح عوالم ومعالم الرواية السعودية بثوبها الجديد. أما القاص محمد النجيمي فتساءل عن معنى (بانورامية) الواردة في عنوان المحاضرة ومدى ارتباطها بما تم عرضه، وهو ما ذهب إليه الدكتور عاطف بهجت عندما أكد أن المقاربة البانورامية ترتبط في تاريخ دراسة الرواية بدراسة تاريخية شاملة أقرب ما تكون للدراسة النقدية، وهو تعبير عن الاعتراض على عنوان المحاضرة، وقال: ليس دينا رواية سعودية واحدة بل هي روايات متعددة بدأت بمرحلة البدايات من عام 1973، ثم المرحلة الثانية التي بدأت ن عام 1974 حتى 1990م، ثم تلتها المرحلة الثالثة والتي بدأت من عام 1990 حتى عام 2001م، ثم المرحلة الرابعة والأخيرة والتي بدأت من عام 2001 حتى اليوم، ومشددا على أن تطور الرواية السعودية ارتبط بالتغيرات الاجتماعية في المجتمع السعودية. هذا وفي نهاية المحاضرة أعلن رئيس النادي حمّاد السالمي صدور العدد الأول من مجلة (مجاز) الشهرية والتي تصدرها لجنة إبداع في النادي ويرأس تحريرها الدكتور عالي بن سرحان القرشي. كما وقع النادي في بداية الأمسية إصدار شعري جديد بعنوان ( وطني .. عشقتك مجداً .. حملتك وجداً) للشاعر الدكتور يوسف بن حسن العارف، وهو أحد الإصدارات التي قام النادي بطباعتها دعما وتشجيعا لمواهب أصحابها، ورعاية لمثل هذه المواهب. هذا وقد أكد رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بالطائف الأستاذ حماد حامد السالمي أن هذه الأمسية الثقافية جاءت شاملة حيث احتفل النادي بتدشين بتوقيع النسخة الأولى من ديوان شعر الدكتور يوسف حسن العارف, وهذا الديوان من مطبوعات النادي, وهو آخر مطبوع من مطبوعات النادي, وهذا تقليد درج عليه النادي الأدبي الثقافي بالطائف قبل عدة أشهر بأن يكون هناك تكريم للمؤلفين الذين يطبع لهم النادي، حيث يتم حضور المؤلف وتوقيعه النسخة الأولى وتوزيعه نسخا منه على الحاضرين، وهي فرصة يتيحها النادي للالتقاء بالمثقفين والنقاد داخل أروقته.