انظر إلى بعض المبتكرات لدينا وأحس بأنها نتيجة اهتمام الأسرة ، والمجتمع ، والدولة في مختلف الإدارات والمؤسسات والاقسام ، ولكن أجد نفسي مندهشاً عندما يتكرر النظر عمّا يسمى باختراع وطني للريبوت (Robot) أو الإنسان الآلي ، أو الآلة في استعمالاتها وأجناسها المختلفة ، كنت أحضر بعض هذه المناسبات ، وأجد وراء هذه الآلة (يابانيون) أو غيرهم ، وتدعي المؤسسة أو الجهة المعنية بأنها مبتكرة ، وأخالف هذا الوضع ، بانه لا يصح ، ولا يمكن أن ندعوه بالابتكار ، لأنه لم يولد لدينا أو بجهود واعداد وطني ، مثلها عندما نتكلم عن الانترنت ، واننا بجهود وطنية دخلنا في ابتكار الانترنت (Internet) والواقع يجب أن نصححه ، وان نذكر حقيقة الوضع بأنه اختراع ، وتأسيس أميركي منذ خمسة عقود). وانني بهذا لا أستشعر أبناء وطننا بسوء أو بعدم تشجيع ، ولكن أن تبتكر شيئاً جديداً على العالم ، وتدخله في العالم هو المطلوب ، يذكرني هذا بالضحكة التي سرت علينا عندما عرض أحدهم ابتكاراً سعودياً لسيارة (فكم اضحك العالم) حولنا ، فجميع اجزاء السيارة مركبة من أكبر قطعة إلى اصغرها ، وبعد ذلك نستعرض عضلاتنا ، وكلماتنا باننا انتجنا سيارة). أريد من أبناء وطننا أن يفهموا باننا في أشد الحاجة إلى: أولاً: تنمية الابتكار ، باتاحة الفرصة لأطفالنا وشبابنا بالتعلم المستمر. ثانياً: ايجاد البيئة الملائمة لهذه الشريحة. ثالثاً: تشجيع هذه الشريحة بان تبتكر وتخترع ، بل وتفكر في اشياء جديدة تسجل لنا ، وبان هناك شيئاً جديداً نافعاً لاستخدامات العالم. رابعاً: عدم اللجوء إلى اغراء الإعلام باوهام ، ما يسمى بمبتكرات ، وهي في الواقع تقليد ، وبأيدٍ مساعدة من الخارج ، وفي اشياء مكررة. فاليابانيون أول من ابدعوا في ظهور الإنسان الآلي ، ثم تبعتها (الاشياء الآلية) من الصامتة إلى المتحدثة ، وغيرها من الوظائف ، وقد استخدمت اليابان الروبوت في كل اشكاله ، واحجامه ، وطرقه في آليات التصنيع الخطرة ، والمعقدة ، واستفاد اليابانيون من الآلة بتوظيفها في كل مكان ، تبعهم الأمريكيون عندما استغلوا الآلة المركبة في الظهور على سطح القمر بتعدد مهماتها ، كما برعوا في استخدام الآلة في الحروب ، والكشف عن الالغام ، وعن الاشياء الخطرة تفادياً لدمار وقتل الإنسان. إن الصورة الحقيقية يجب أن تبدأ من الآن من غير أن نوهم أنفسنا ومجتمعنا بأننا توصلنا إلى كذا وكذا ، ونحن لم نستطع اختراع (ابرة) فكيف نظهر عمليات ابتكار وهمية دون ان نحرص على تقدير التوازن والمصداقية التي يجب ان نتمثل بها ، بعدها يمكن أن نعلن بأن الجديد للعالم ، هو يأتي بعدم التقليد ، فنحن لسنا في تكرار ما نتوهم به ، في صناعة طائرات ، أو سيارات أو روبوتات ، الخ .. بقدر ما يجب أن نعيش للخمسين سنة القادمة ، في فكر جديد ، يميز ما نقدمه من ابتكار واقعي ، بدلاً من ضياع الوقت في الدخول إلى (موسوعة جينس) في اعداد أكبر (صحن حمص) ، أو شطيرة ساندويتش ، أو طبق رز بخاري ، أو أكبر سلة من السعف ، أو أكبر فطيرة من التميس البلدي الخ ، وكلها تأتي للضحك على واقعنا الغلبان!!.