تباينت آراء مسؤولي الصحف الخليجية بشأن صدقية التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية، والتي أشارت إلى انخفاض مستوى حرية الصحافة في الصحف الخليجية، ففي حين شكك البعض في المعلومات التي تعتمد عليها هذه المنظمات في تقاريرها، رفض آخرون التعامل معها من منطلق نظرية المؤامرة. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها اتحاد الصحافة الخليجية مساء الأربعاء الماضي ، على هامش المؤتمر العام الثاني واجتماع الجمعية العمومية الخامس للاتحاد، تحت عنوان (الصحافة الخليجية في تقارير المنظمات الدولية)، وذلك في فندق الدبلومات في المنامة شارك فيها رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي بن عبدالله السديري ، والباحث الإماراتي رئيس قسم الدراسات والبحوث في صحيفة البيان الإماراتية علي عبيد الهاملي. وخلال الندوة أكد رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي السديري أهمية دور الاتحاد لأن يون منظمة تختلف في التكوين والمضمون عن النقابات الصحافية الاعتيادية مع الالتفات إلى ضرورة التقاء قنواتها لضمان التبادل المثمر والتقريب بين وجهات النظر والآراء بما يفيد الصالح العام للإقليم الخليجي. ووجه السديري انتقادا لتقارير بعض المنظمات الدولية، ومن بينها تقرير (مراسلون بلا حدود) ، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي انتقدت فيه هذه المنظمات مستوى حرية الصحافة في دول الخليج، فإنها أشادت بحرية الصحافة في دول تفتقر إليها. وأشار أنه على الرغم من العالم العربي انشغل بالخصومات أكثر من التوعية والنظر في محاولة تحريك الصحافة لصالح طرف ما ، فإن دول الخليج لا تعاني من هذه المشكلة. من جهته دعا رئيس قسم الدراسات والبحوث في صحيفة البيان الإماراتية علي عبيد الهاملي إلى عدم التعامل مع تقارير المنظمات من منطق المؤامرة، وقال: (جميعنا نعاني من قواني الصحافة ، وننتقدها وننشر عنها ، وحين تتناول التقارير الدولية هذا الأمر، يجب أن نستفيد منها كي ندعم موقفنا من هذه القوانين التي نسعى إلى التحرر منها). من جهته عبر نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض عبدالمحسن الداوود عن عدم ثقته الكاملة ببعض ما تشير إليه تقارير بعض المنظمات الدولية فيما يخص الحرية الصحافية، غير مستبعد أن تكون من أجل تحقيق مبتغيات وأجندة سياسية تخدم مصالح أخرى خارج الأهداف الأساسية لهذه المنظمات. وقال: (لاشك أن التماثل في المشكلات الخليجية في الميدان الصحافي تستدعي الانتباه لكونها مقصودة من جهات أخرى تريد ترسيخ دعائمها لتحقيق أهداف بعيدة المدى). أما رئيس تحرير صحيفة القبس وليد النصف ، فقال: (إن الصحف تشيد بالأنظمة الحكومية مهما تكن عليه هذه القوانين ، ويتم اعتبارها أنها من أفضل الأنظمة في الدول العربية). من جانبه حذر الأكاديمي القطري ربيعة الكوري من تزايد الصحف التي تتعرض للغلق، وقال: (هناك صحيفتان خليجيتان أغلقتا بسبب تعرضهما لأزمة مالية، وهذا يعني أن القادم أكثر». مشددا على ضرورة تأهيل الكوادر الوطنية في الصحافة الخليجية، مشيرا إلى أن قطر والكويت هما من أقل الدول الخليجية التي تتوافر فيها الكوادر الصحافية. إلى ذلك تساءل رئيس تحرير صحيفة (الثورة) اليمنية علي الرعوي عن الأساس الذي قيمت فيه إحدى المنظمات الدولية اليمن ضمن أسوأ الدول في حرية التعبير. فيما أكد أحد المشاركين أن الصحافة الخليجية يمكنها أن تضع مؤشرا لقياس مستوى تطور حرية الصحافة، مطالبا في الوقت نفسه بإعداد تقرير سنوي يتناول وضع الصحافة في الخليج والمنطقة العربية. وقال أحد المتداخلين: (بعض تقارير المنظمات الدولية لا تتحدث عن أشياء واقعية، وصحيح أن لدينا أخطاء ولكن لدينا أيضا إيجابيات لا يتم التطرق إليها)، مضيفا (سألت أحد العاملين في منظمة (مراسلون بلا حدود) عن المعلومات التي استقتها المنظمة بشأن حرية التعبير في دولة ما، فأبلغني أنهم اعتمدوا على رأي ثلاثة أشخاص من خلال التواصل معهم على شبكة الانترنت).