إدراج رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري لسوريا ضمن جولته الحالية التي شملت المملكة العربية السعودية وتشمل مصر وتركيا .. تعكس رغبة أكيدة من الحريري أن تكون العلاقات السورية اللبنانية في المستوى الذي يليق بها كبلدين شقيقين متجاورين. كما أن علاقات جيدة بين سوريا ولبنان من شأنها أن تساهم بقدر كبير من الاستقرار في لبنان الذي جرب معاناة الخلاف والشقاق بين أبنائه. وقد فتحت زيارة الحريري الأولى إلى سوريا آفاق التعاون والتفاهم بين البلدين وازالت تماماً من الأذهان ذلك الجمود والتوتر الذي أعقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري .. وقد كانت زيارة الحريري تلك فاتحة لسلسلة من الزيارات لكبار الشخصيات اللبنانية المؤثرة في الساحة ، مما جعل منظومة جديدة من التواصل والتفاهم تميز علاقات البلدين. في ظل هذا الجو المتعافى بين البلدين تأتي زيارة الحريري الثانية لدمشق وهي زيارة استبقها بزيارة للمملكة التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، ولا ننسى أن المملكة قد لعبت دوراً رائداً في المصالحة وتقريب العلاقات بين سوريا ولبنان بل أن خادم الحرمين قد سبق وان قام بنفسه بزيارة إلى سوريا ساهمت في اذابة الجليد الذي كان يغطي العلاقات السورية اللبنانية وها هي الانطلاقة المباركة في العلاقات تتوج بزيارة أخرى للحريري ستسهم بلاشك في توطيد عرى الاخاء بين البلدين سوريا ولبنان.