استضافت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في مقرها في العاصمة الفرنسية باريس امس حفل تسليم جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للترجمة في دورتها الثالثة. وسلم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس أمناء الجائزة، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، شهادات التقدير للمكرمين والفائزين بالجائزة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، ومدير عام منظمة اليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا، ومعالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فيصل بن عبدالرحمن المعمر، ونائب المشرف العام على المكتبة الدكتور عبد الكريم الزيد، ومندوب المملكة الدائم في اليونسكو الدكتور زياد بن عبدالله الدريس، والوزير المفوض في سفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس الدكتور معن الحافظ. وعدد كبير من السفراء والدبلوماسيين وممثلي الدول الأعضاء باليونسكو, وسفراء الدول التي ينتمي إليها الفائزون والمكرمون إلى جانب نخبة من المفكرين والباحثين في مختلف المجالات, وقيادات المؤسسات الأكاديمية والعلمية والثقافية المعنية بالترجمة وعدد كبير من الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسة في فرنسا. وفي بداية الحفل ألقى مندوب المملكة الدائم لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس كلمة وجه فيها شكره إلى خادم الحرمين الشريفين ( حفظه الله) على جهوده في خدمة الترجمة، مضيفا بأن ضيوف الحفل الذين تم الاجتماع من أجلهم اليوم هم ثلاثة : اللغة والترجمة وحوار الحضارات. وأكد في ذلك السياق بأن الأخير هو السبيل الوحيد للتوافق والسلام الحقيقي بين أفراد العائلة الإنسانية. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس أمناء الجائزة، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة كلمة ترحيبية نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( أيده الله) للجميع، مؤكدا أنه يولي أهمية خاصة للترجمة والتقارب بين الحضارات. وأضاف سموه: أرفع أسمى عبارات التقدير والعرفان إلى الملك عبدالله لعنايته بالجائزة. والشكر للمنظمة والسفراء والضيوف. والباحثين والمؤلفين والمترجمين، كما أوجه شكراً خاصاً للعاملين في أمانة الجائزة. وأعرب سموه عن ترحيبه بالتواصل مع أعرق وأهم المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية العالمية لما في ذلك من فرص لتبادل الخبرات معها إضافة إلى ترسيخ موقع جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة , على الساحة الثقافية والعالمية. وأشار سموه إلى أن استضافة اليونسكو للجائزة وفعالياتها تأتي دعماً للتنوع الثقافي وإرساء لقيم الحوار , وترسيخاً للتقارب بين الثقافات. ونقل سموه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وعميق تقديره لدور المنظمة في إثراء حركة الترجمة والتقارب بين الثقافات , مؤكدا أن الملك المفدى يولي عناية خاصة بهذه الجائزة العالمية وتطويرها , كونها إحدى عناوين اهتمام المملكة العربية السعودية بالإبداع والمبدعين , وجسراً معرفياً وثقافياً , وتتواصل من خلاله مع جهود الأفراد والمؤسسات في المجالات العلمية والثقافية والمعرفية المتنوعة . وأكد سموه أن الترجمة باتت اليوم شرطاً أساسياً للنهضة في هذا العصر , الذي تباعدت فيه المسافات . مضيفا “ لهذا أتوقف أمام مشروع هذه الجائزة العالمية للترجمة , الذي بدأناه منذ بضع سنوات , والذي صنع حراكاً وحياة جديدة في مشهد الترجمة العربي والإقليمي , والعالمي كمنبر , للاستنارة والحوار والاعتدال والتسامح .. هذا المشروع , نعمل لأن يكون نواة لنهضة ثقافية عربية جديدة , ومن هذا المنطلق , ظهر مشروع الترجمة ملبيا حاجتنا لاستئناف علاقتنا بالثقافات الإنسانية كافة, وإدارة الحوار معها , حيث تمكننا الترجمة من المخاطبة والفهم والحوار والاقتباس من علوم الآخر , وآدابه وفنونه”. ورأى سموه أن هذا الحفل يأتي تتويجاً للجهود المباركة والمستمرة التي يبذلها المترجمون , وتوكيداً لاهتمامات المملكة العربية السعودية قيادةً ومؤسسات ثقافية ومثقفين , بدور الترجمة , وفعلها كوسيلة للنهوض , ومواكبة ما يجري على الأرض من مستجدات , ونقل العلوم والمعارف والآداب والفنون . وفي ختام كلمته رفع سموه أسمى عبارات التقدير والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز , على رعايته الكريمة لهذه الجائزة , ودعمه غير المحدود .. كما وجه الشكر الجزيل لمدير عام المنظمة والمسؤولين كافة على حسن الوفادة والضيافة. بعد ذلك القت مديرة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة /اليونسكو/ السيدة إيرينا بوكوفا كلمة شكرت فيها المملكة العربية السعودية على عنايتها بالترجمة وحوار الحضارات، مشيرة الى أن تحقيق هذه الأولويات لا يمكن أن يتحقق بدون حضور دولي. وأشادت بوكوفا بأهمية المترجمين في القيام بمد جسور بين الحضارات المختلفة. عقب ذلك عرض فلم وثائقي عن الجائزة والرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين للمضي قدما في تعزيز حوار الحضارات من خلال الترجمة. ثم قام سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بتسليم الجوائز وهي أولا في مجال الهيئات وفازت بها الهيئة المصرية العامة للكتاب التي أصدرت قرابة 40 الف كتاب منذ نشأتها وتقوم بالترجمة من وإلى معظم اللغات الأوروبية والآسيوية والأفريقية وتعد صرحاً عالميا في النقل والترجمة. وفي مجال العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية فاز بها مترجم كتاب /إنهيار العولمة وإعادة اختراع العالم/ محمد الخولي (مصري). مناصفة مع مترجمي كتاب /معجم تحليل الخطاب/ الدكتور عبدالقادر المهيري (تونسي) والدكتور حماد صمود (تونسي) في مجال العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية فاز بها مترجمي كتاب /أسس الجراحة العصبية/ الدكتور عصام الجمل (مصري) والدكتور شريف الوتيدي (مصري) مناصفة مع مترجمي كتاب /الكيمياء الفيزيائية/ الدكتور ناصر العندس (سعودي) والدكتور أحمد العويس (سعودي) والدكتور عبدالله القحطاني. (سعودي) وقرر مجلس أمناء الجائزة حجب جائزتين في مجال العلوم الطبيعية وفي مجال العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى الأولى (لعدم ورود أي ترشيحات للمنافسة على الجائزة) والثانية (لعدم ارتقاء مستوى الأعمال المرشحة إلى مستوى المنافسة على نيل الجائزة). وقدم المترجمون السعوديون الكتاب المترجم هدية إلى اليونسكو بالإضافة إلى نسخة من القرآن الكريم، تعبيراً عن التواصل فيما بين الحضارات، كما تم تكريم اثنين من المترجمين لقاء جهودهما العظيمة في خدمة الترجمة وهما الدكتور أندريه ميكائيل (فرنسا) استاذ سابق في كوليج دو فرانس ومشرفا سابق على مكتبة فرنسا الوطنية. والدكتور عبدالواحد لؤلؤة (العراق). يذكر أنه تم إنشاء الجائزة في أكتوبر 2006 ومقرها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض. وهي جائزة تقديرية تمنح سنويا للأعمال المتميزة والجهود البارزة في مجال الترجمة. تهدف إلى نقل المعرفة من اللغات الأخرى من وإلى اللغة العربية وتشجيع الترجمة في مجال العلوم الطبيعية والإنسانية، كما تسعى الجائزة إلى النهوض بمستوى الترجمة وفق أسس مبنية على الأصالة والقيمة العلمية وجودة النص.