أصبحت الساعة الحادية عشرة صباحاً من كل يوم موعداً ينتظره زوار إكسبو شنغهاي 2010، لمشاهدة العروض الجميلة التي تقدمها فرقة جمعية الثقافة والفنون بجدة، التابعة لوزارة الثقافة والإعلام، فوق مسرح العروض الفنية التي تقدمها الدول المشاركة في المعرض. وما أن تبدأ الفرقة السعودية بأداء رقصاتها الشعبية حتى يبدأ الجمهور بالتصفيق والتصوير، وتوثيق تلك العروض الفنية التي قلّ ما يرون مثلها. يقول خالد جمالي، المسؤول الفني ومدرب الفرقة، عن الجمهور الصيني: “هذه هي المرة الأولى التي نتواجد فيها في الصين، ولكني لاحظت أن الصينيين متعطشون للفنون الشعبية العربية وخصوصاً السعودية، للمكانة التي تمثلها المملكة لديهم، لذلك نرى تفاعلهم الكبير مع ما نقدمه من عروض، واستفساراتهم الكثيرة عن ملابس أعضاء الفرقة التي تتغير مع كل عرض بما يناسبه، وحرصهم على التقاط الصور التذكارية لهم مع أعضاء الفرقة ومحاولة المشاركة في أثناء تقديم العروض”. تأسست فرقة جمعية الثقافة والفنون بجدة قبل سنتين، وكان أول ظهور لها حين شاركت في إكسبو سرقسطة 2008م في أسبانيا، وها هي تبدأ عامها الثالث بمشاركة متميزة في إكسبو شنغهاي 2010. ومما يذكر للفرقة مشاركاتها الدولية الكثيرة والمميزة في عدة محافل ومناسبات رسمية، فقد شاركت في حفل أقامته سفارة المملكة بمناسبة اليوم الوطني في بولندا، وكذلك مشاركتها في مهرجان فنون دول العالم الأوروبي والعربي الذي أقيم في بلجيكا، كما كان لها حضور في الأرجنتين ضمن الأيام الثقافية السعودية، ومهرجان ويليلي الدولي العاشر في المغرب، وغيرها كثير في عدد من الدول العربية. يقول محمد راضي الشريف، الجسّيس الشعبي وعضو فرقة جمعية الثقافة والفنون بجدة، حول هذه المشاركات: “إن تواجدنا في هذه المحافل الدولية الكثيرة، يؤكد علينا مسؤوليتنا في تمثيل المملكة بصورة مشرّفة، لنعكس الصورة الحقيقية عن الفنون الشعبية والتراثية المتنوعة، كما يلزمنا باختيار المعايير العالية لاختيار أعضاء الفرقة الذين يؤدون كل الألوان والرقصات الموجودة في المملكة، بالإضافة إلى ما يتمتعون به من انضباط أخلاقي والتزام سلوكي ليكونوا سفراء لبلدنا الغالي”. أما ما يتعرض له أعضاء الفرقة من مواقف ظريفة، فيقول أحدهم: “لقد التقط لي الصينيون صوراً فوتغرافية بملابسي السعودية وملابس الألوان الشعبية المختلفة، خلال الأيام القليلة الماضية أكثر مما التقطته لنفسي خلال سنوات !! “.