كنت ذكرت في مقال سابق أن من أسباب تميز المجتمعات وتقدمها الطاقات البشرية والمادية والإدارة الناجحة التي تستثمر تلك الطاقات والثروات ، لاسيما في البيئة العلمية فهي أخصب البيئات ، وهذا ما شاهدناه في التعليم العالي فقد حقق قفزات هائلة في الآونة الأخيرة وتضاعف فيه عدد الجامعات وتطور نشاطها وهذا لم يكن ليحدث في تلك السنوات المعدودة لولا توفيق الله ثم قناعة صاحب القرار الأول خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بأهمية هذا المرفق ودعمه اللامحدود له واختيار الأكفاء لإدارته والذين أسهموا بفعالية في تحقيق تطلعات ولاة الأمر وآمال المواطنين بتعليم عال اسماً ومسمى وعلى رأسهم معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه الأخ العزيز الدكتور علي العطية الذي سبق لي أن زاملته وهو رجل بحق أحب التعليم العالي وأحبه ، وصرف فيه جل وقته وجهده في عمل دءوب لا يمل ، وإبداع وتطوير لا يعرف الكل ، هو ممن تتمثل فيه القدوة الوظيفية ذات الشخصية الآسرة والانجازات الباهرة ، والأخلاق العالية ، إنها كلمات كتبتها لأؤكد أن رجالات الوطن يقدمون الكثير ولن نستكثر شيئاً نقدمه لوطننا فله علينا الحق الكبير ، إلا أننا يجب أن نكن لأولئك الرجال كل التحية والتقدير ، وأن نقدم تلك القدوات لتكون نموذجاً وظيفياً مؤثراً يحتذى من الموظفين وأن نتمثل دوماً الوصف القرآني (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) فهاتين الصفتين بلغ الأكفاء وابلغوا وقدموا وأبدعوا ، فشكر الله لهم ما بذلوا ، ووفقنا جيمعاً للقيام بالمسؤولية. وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يوفق ولاة أمرنا إلى كل خير وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه وأن يديم عليها الأمن والاستقرار في ظل هذه القيادة الحكيمة.