الدكتور مسفر بن غرم الله الدميني رئيس وحدة البحوث في كلية أصول الدين بالرياض ورئيس قسم السنة وعلومها سابقاً، تحية تقدير لكلماتك الصادقة التي تقول إن كثيراً من الناس اليوم يصدقون كل ما يسمعون من أخبار - لا لصدق المخبر والناقل لها - بل لأنها توافق هوى في أنفسهم فيؤولون نشرها بكل سذاجة وكأنه لا يصيبهم شيء من الإثم فيما اقترفوه ، إن تقوى الله تعالى تلزمك أن لا تتكلم إلا بما تراه حقاً وعدلاً ، وإلا كنت مشاركاً في الإثم، وقادحاً في عرض ذلك الذي نقلت الأخبار الكاذبه عنه ، وأشعت عنه قصصاً باطلة أنت تعرف كذبها وزيفها. وهذا الأمر ليس خاصاً بعرض أناس دون آخرين ، بل يشمل الناس كل الناس ، فليس لك أن تنقل أو تنشر من الأخبار إلا ما ظهر لك صحته ، وثبت عدالة ناقله وصدقه، فاعراض الناس حرام كحرمة أموالهم ودمائهم ولا فرق ، فكما أنه لا يجوز لك أن تسرق مال آخر أو تهرق دمه فكذلك عرضه وسمعته وشرفه حرام عليك هو الآخر أن تطعن فيه ، ولا تقل سمعت هذا من الناس ولا أدري عن صحته ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما يسمع». === القنوات الفضائية بعضها مدعاة للنقاش الاعلامي المستفيض في واقع الاعلام المفتوح ، وهذه القنوات ليست هادفة وليس لها قيمة، لأن القائمين عليها لا يدركون أن الاعلام هو انعكاس للخبر والحدث وتصفية تحليلية وواقعية وموضوعية ، ولكن يعتقدون أن هذه القنوات لتصفية الحسابات أو لتأجيج النعرات ، وفي رأيي أن هذه القنوات مثل العروض لا تحترم فكر المشاهد وكرامته، وحرى أن تتوقف مثل هذه القنوات لأنها باتجاه المنحى الضيق. ==== يفاجأ الإنسان في كثير من الاحيان بأن ذاكرته تحتفظ بالشيء الكثير من المشاعر الكامنة في منطقة مضيئة وليس واضحا كيف ستعاد الذكرى لأن الأشياء الجميلة قد تأتيك في غير وقتها، فقد عشنا تلك الذكريات بكل ذرة من ذرات روحنا ومشاعرنا وشعرنا فيها بالفرح والطمأنينة عشنا في تلك المدينة منبع الرسالات السماوية انشودة العمر التي يسطع نورها ليضيء الكون ، كيف لا وهي مهبط الوحي وقدر لها السعد بأن تكون قبلة المسلمين ومولد خير المرسلين المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. تهفو إليها القلوب بكل مشاعرها لأنها في الوجدان محل الروح ومهما بعدنا نعود لصفائها ولارضها التي مشى عليها سيد الكائنات عليه الصلاة والسلام. === الشخصيات المكية لها طابع مميز وخاص كيف لا وهم يعيشون في رحاب بيت الله الحرام ومهوى الأفئدة كيف لا وهم تربوا على آداب الحرم المكي بشهامتهم وأخلاقهم ، كيف لا وهم يحملون تلك الصور والمشاهد التي تميزت بأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية، هذه الشخصية المكية التي تحمل صدى السنين وروائع الذكريات وبهيج الاشجان هذا الإنسان المكي بشهامته وكلمته الحلوة، وقد تجسدت فيه كثير من سمات الرجولة والواجب والتي أصبحت نادرة في هذه الأيام.