أكد المهندس يوسف الدويش نائب رئيس الاتحاد السعودي للجولف، أن السعودية يجب أن تحرص على استثمار رياضة الجولف كرياضة سياحية مشيرا إلى أن مداخيل الإمارات من لعبة الجولف تفوق 2.5 مليار درهم سنويا، وقال «وصل مدخول الإمارات سنويا من ملاعب الجولف إلى 2.7 مليار درهم سنويا حسب ما ذكر خالد الحليان أمين الاتحاد الإماراتي للعبة». وأشار الدويش خلال استضافته الأولى في ملتقى إعلاميي الرياض، إلى أن الجهود التي يقوم بها اتحاده الوليد لتطوير اللعبة، أثمرت عن استقطاب عدد من الشباب الجامعي لممارسة اللعبة، وأبان «هذا جزء بسيط من طموحنا لنشر اللعبة في السعودية خاصة أنها تتوافق مع ضوابط المجتمع السعودي، فهي تتميز بتعليم النشء الصبر، التركيز، الانضباط، الالتزام الأخلاقي، والأمانة، كما تعد من الألعاب النبيلة فاللاعب يتولى متابعة أخطائه بنفسه حتى ينهي اللعبة، إضافة إلى أن الجميع يمكن أن يمارسها بدءاً من عمر ال 15 عاماً وحتى ال 70 عاما». وكشف المهندس يوسف، أن لعبة الجولف بدأت في السعودية منذ عام 1948 من قبل موظفي شركة الزيت العربية «أرامكو» حاليا، والذين أنشأوا في ذلك الوقت أول ملعب جولف رملي في العالم في الجبيل، وقال «ملاعب الجولف بدأت في السعودية ثم أخذت الفكرة تطبق في ليبيا والإمارات على المستوى العربي، وفي ولاية أريزونا الأمريكية في صحراء نيفادا». وأوضح الدويش أن بعض اللاعبين السعوديين وصولوا إلى مراكز متقدمة مثل البطل عثمان الملا الذي لعب مع البطل العالمي الأمريكي تايغر وودز في بطولة دبي «ديزرت كلاسيك»، وقال «حقيقة أمام الملا مستقبل كبير لتطوير نفسه أكثر في اللعبة، ولم يقتصر تمثيلنا على المشاركة فقط بل حقق الفريق السعودي في بطولة في جنوب إفريقيا التي تقام سنويا للناشئين على المركز الثامن وهو مركز متقدم عالميا، إضافة إلى الكأس الذهبية والكأس الفضية في بطولة دبي». وعن إعداد جيل للعبة، ذكر المهندس الدويش أنه وقع اتفاقية مع جامعة الأمير سلطان لتدريس اللعبة كنوع من الأنشطة الرياضية، وقال «اتفقنا على وضع شعار الجولف في الجامعة، وشعار الجامعة في ملعب الجولف في الرياض، كما شارك معنا خمسة عشر طالبا من الجامعة استمر منهم اثنان كلاعبين في المنتخب السعودي، إضافة إلى أنه تم التنسيق سابقا مع عدد من المدارس الخاصة مثل مدارس المملكة، ولكن المساعي لم تنل النجاح المطلوب». ووصف نائب رئيس الاتحاد السعودي للجولف، أجواء اللعبة بأنها تعد من أفضل الفرص للقاء بكبار الشخصيات والمهتمين باللعبة، وزاد «في لعبة الجولف تتلاشى الفوارق بينهم تماما على أرض الملعب، إضافة إلى أن تنافس اللعبة تكون بين اللاعب والملعب وليس بين اللاعبين أنفسهم وهو ما تتميز به هذه الرياضة عن غيرها من المنافسات الرياضية، فاللاعب يستطيع أن يلعب لوحده أو مع زميله أو مع صديق أو ثلاثة». وعزا الدويش العزوف الجماهيري عن اللعبة أنها لعبة نخبوية تتطلب إمكانيات مادية كبيرة، قائلاً «إن مضارب الجولف وحدها تصل إلى أربعة أو خمسة آلاف، كما أن استئجار الملعب للمرة الواحدة يصل إلى مائتين وخمسين ريالا في آخر الأسبوع، ومائة وخمسين ريالا في منتصفه، مبيناً أن هذه الأسعار لا تتجاوز 50 في المائة من أسعار الملاعب في الشرق الأوسط». وذكر المهندس يوسف أن الجولف يعد من عناصر الجذب السياحي التي تتناسب مع بيئتنا، مشيدا بالتجربة الإماراتية في هذا المجال، وقال «مثلا منطقة القصيم لو فكرت في تحويل جزء من مزارعها إلى ملاعب للجولف لتغيرت المنطقة بشكل واضح، فالأمر لا يتطلب سوى بضع ملاعب جولف ومطار دولي وتسهيل للتأشيرات لتصبح القصيم قبلة سياحية عالمية لمحبي اللعبة، خاصة أنها تشتهر بمزارع النخيل ووفرة المياه». وذكر الدويش أن من المشروعات التي يطمح لتنفيذها، إنشاء أكاديمية للتدريب داخل الرياض لتدريب اللاعبين قبل الدخول إلى ملعب الجولف رسميا مما يتيح للاعب أن يصل إلى الملعب وهو في مرحلة جيدة من الجاهزية، واستطرد «هذا النوع من المراكز موجود في اليابان بكثرة ويمكننا توفيره إن شاء الله بسعر رمزي في الفترة المقبلة». وشكى نائب رئيس اتحاد الجولف، من تجاهل الإعلام للعبة، وقال «أقيمت بطولة دولية في الفترة الماضية، ولقد فوجئ المشاركون والمنظمون فيها بعدم حضور أي إعلامي لتغطية المناسبة مما أوقع اللجنة التنظيمية في حرج كبير». وشدد الدويش على أنهم في اتحاد الجولف السعودي، يسعون لتطوير اللعبة وتوسيع نطاق متابعيها من خلال بطولات خيرية ستقام في الفترة المقبلة يدعى إليها عدد من النجوم الرياضيين للتعريف باللعبة في الأوساط الرياضية والاجتماعية. من جهته، أبان الزميل خلف ملفي مدير تحرير الشؤون الرياضية في الزميلة «الشرق الأوسط عالم الرياضة»، في مداخلته بأن كرة القدم ومشاكلها طغت على المساحات المخصصة للأخبار الرياضية في وسائل الإعلام، وقال «إن التواصل الرسمي من قبل اتحاد الجولف مع الأقسام والصحف الرياضية والقناة الرياضية قبل المناسبات بفترة قصيرة سترفع من مستوى المتابعة». وتابع «خصصت القناة الرياضية السعودية مساحة جيدة للألعاب المختلفة في دورتها البرامجية الحالية، ويمكن التنسيق معها لتغطية بطولات الجولف ونشر اللعبة على نطاق أوسع في المجتمع السعودي». كما أشار الزميلان مبارك العصيمي نائب رئيس ملتقى إعلاميي الرياض والمذيع في قناة الإخبارية، وهادي الفقيه عضو الملتقى والصحافي في جريدة الحياة، إلى أهمية تفعيل علاقة اتحاد الجولف مع الإعلام عبر عقد دورات صحافية للإعلاميين من خلال استضافة إعلامي عالمي متخصص في لعبة الجولف يشرح مصطلحات اللعبة، وكيفية التعاطي معها.