كان هذا هو عنوان الكتاب الذي أهدانيه معالي الأخ الكريم الأستاذ/ عبدالرحمن العبدالقادر مشكوراً ، والذي كان عبارة عن مجموعة من مقالات معاليه المتميزة ، التي تحكي واقع الخدمة المدنية ، وتقترح الرؤى التطويرية ، وقد تناولت موضوعاته أقساماً متعددة ابتدأها من الإدارة العامة ، ثم انتقل للأنظمة الوظيفية ، وتحدث فيها عن أخلاقيات الوظيفة العامة ، وغيرها ، ثم كان القسم الثالث عن التعليم والتدريب ، وكانت له فيها عدة أوراق ، منها ورقة في سياسة ومشاكل تدريب القوى العاملة بالخدمة المدنية وورقة في إعداد معلم التعليم العام وتطويره ، ثم القسم الرابع من المقالات في التنظيم الإداري ، كانت أولى المقالات فيه عبارة عن محاضرة ثرية عن دور وزارة الخدمة المدنية في مجال تطوير الخدمة المدنية ، ثم مقال آخر عن الإصلاح الإداري في المملكة العربية السعودية إنجاز وشكر ، ثم عن معوقاته وسبل تذليلها في ورقة مقدمة لندوة الإصلاح الإداري عام 1418ه ، وغيرها من المقالات المهمة ، وأما القسم الخامس من الكتاب فقد استغرق قرابة مائتي صفحة ، وهو يستحق ذلك ، لأنه يتعلق بالعنصر الأهم وهو القوى العاملة ، ناقش فيها قضايا كثيرة مهمة جداً ، منها عمليات الاختيار والتعيين والترقية في الخدمة المدنية ، وسياسات ونظم الأجور والعلاوات ، والتجربة السعودية في توطين الوظائف المدنية بالأجهزة الحكومية ، وخواطر واقتراحات حول إعداد العمالة الفنية والمهنية بالمملكة ، ودور الخدمة المدنية في إحداث الوظائف المدنية وشغلها ، وغيرها من الموضوعات ، وقد ختم تلك المقالات بموضوع تصنيف الوظائف وكيفيته ودور الوزارة فيه. وقد وجدت نفسي وأنا أتصفح هذه المقالات أمام ثروة علمية ، اشتملت على أكثر من خمس وثلاثين مقالاً بين محاضرات وأوراق علمية وعملية ، مدعَّمة بالدراسات والإحصاءات والنماذج والمقترحات والملحوظات ، ذات أسلوب موضوعي سلس متميز ، ولا يستغنى عن قراءتها جميع ذوي العلاقة والاختصاص بالخدمة المدنية من مسئولين وموظفين ومهتمين ، فقد صدرت ممن عايش الخدمة المدنية منذ أكثر من ثلاثين سنة حتى هذا التاريخ ، وسبر واقعها ، فكان خبيراً بها وبأساليب تطويرها ، ليقدم خلاصة هذه التجربة الطويلة من المشاركات الرائعة التي بلا شك تستحق الإشادة والتقديم والشكر.