يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز “ يحفظه الله “ مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية والذي تنظمه وزارة المياه والكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة يوم غد الاحد وتستمر فعالياته حتى 29 ربيع الآخر الجاري في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الأنتركونتننتال بالرياض. وقال معالي المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين وزير المياه والكهرباء ، رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر تعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة بقطاع المياه والعمل على توفيرها للمواطنين بكميات ونوعيات عالية الجودة. وأضاف معاليه أن المؤتمر من المؤتمرات التخصصية المهمة التي تعقد في المملكة وتبحث قضايا تحلية المياه المالحة. واوضح ان المؤتمر يهدف إلى بحث كل مستجدات تقنيات طرق تحلية المياه في الدول العربية وتفعيل تبادل الخبرات المكتسبة من تجارب الدول والهيئات والمنظمات الاقليمية والعالمية في مختلف النواحي التشغيلية والاقتصادية والبيئية في مجال تحلية المياه. ومن جانب آخر قال محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس فهيد بن فهد الشريف ان التزايد المتسارع لأعداد السكان في كل أرجاء المعمورة تقلصت الموارد المائية العذبة الطبيعية باتساع الهوة بين الاحتياج والمتاح من أكسير الحياة، فبحث الإنسان عما يمكن فعله لسد هذه الفجوة أو تضييقها إلى أقل حد ممكن. وأضاف : “ وجد أن أكثر من ثلثي مساحة الأرض تغطيها مسطحات مائية إلا أن هذه المياه غير قابلة للاستخدام البشري المباشر فبحث عن التقنية التى يستطيع من خلالها أن يحول هذه المياه من ماء أجاج شديد الملوحة إلى ماء عذب فرات سائغ للشاربين فتسابق الخبراء والعلماء في تطوير تقنيات مختلفة ومتنوعة لمعالجة هذه المياه وتحويلها إلى مياه عذبة، فتعددت التقنيات المبتكرة وتطورت وكان الغالب على هذه الجهود الفردية ومحدودية المشاركة وهو ما أبقى على هذه التقنيات مرتفعة التكاليف في صناعاتها وتشغيلها وصيانتها ويعود ذلك على أن لكل جهة حاجتها الخاصة وظروفها الفريدة. ومضى الشريف بقوله : الدول الصناعية الأكثر تقدماً لم تعاني نقصاً في الموارد المائية العذبة الطبيعية كما عانتها مناطق أخرى، كما أن حجم العجز في مناطق يختلف عن منطقة أخرى وأسباب النقص في موارد المياه اختلفت من مكان لآخر. وتابع : “ اليوم فإن القاسم المشترك لكل المجتمعات السكانية تقريباً هو العجز الحقيقي في المتاح من المياه العذبة لسد احتياجات السكان، فالمشكلة شاملة والحل يجب أن يكون شاملاً فهنا تلاقت الاحتياجات للجميع وأصبح تبادل المعلومات أمراً حتمياً على الجميع، فالتقنيات الموجودة حالياً لتحويل مياه البحار إلى مياه عذبة أو ما يُعرف بالتحلية مرتفعة التكاليف وان كان تحقق لها بعض التطوير الذي أدى إلى خفض تكاليفها مؤخراً، فهي بحاجة أكثر إلى تطوير من حيث الأداء والكلفة في تصنيع معداتها وتركيبها وتشغيلها وصيانتها، فأمام الإنسان مصدر مائي هائل غير ناضب إذا استطاع إيجاد تقنيات متطورة لإنتاج مياه عذبة منه استطاع أن يحقق نقلة كبيرة في مستوى معيشته وتجنب نزاعات وصراعات تلوح في الأفق على موارد بالكاد تكفي مجتمعاتها المحلية. وأكد ان المملكة ممثلة في وزارة المياه والكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة سباقة دائماً بكل ما فيه خير الإنسان وتنميته فلا عجب أن تسمى بمملكة الإنسانية، فإسهامات المملكة في تطوير صناعة التحلية مشهود لها على المستوى العالمي وما حققته من شهادات وجوائز عالمية في مؤتمرات وملتقيات علمية وبراءات اختراع مسجلة في كثيرٍ من الدول يعكس جهودها في تطوير هذه الصناعة والتي نتطلع إلى اليوم التي تكون فيها هذه الصناعة متاحة للجميع من حيث التقنية المتطورة والتكلفة التي تُمكّن الدول الفقيرة والغنية الاستفادة منها , وليس هناك شيء أهم من تبادل الخبرات والمعلومات وتحديد أهداف مشتركة يسعى الجميع متعاوناً لتحقيقها سواء على مستوى الدول أو المصممين والمصنعين والمقاولين والمطورين وكل مجتمع التحلية. ومن أهم قنوات التواصل وتبادل المعلومات المؤتمرات والمنتديات والزيارات المتبادلة ومثل هذا المؤتمر ضمن سلسلة مهمة من وسائل الالتقاء لتحديد أهداف مشتركة وتبادل المعلومات والخبرات لتطوير هذه الصناعة وخفض تكاليفها. ووفقاً لما ذكره رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر المهندس أحمد المديهيم فان المؤتمر سيناقش في هذه الدورة خلال جلسات حوار تخصصية عدد من المواضيع الهامة أبرزها , أولا: الجلسات العلمية وتبحث التحلية بالطرق الحرارية , التحلية بالأغشية , تأثير التحلية على البيئة ، وآثار ذلك على صناعة التحلية , تطبيقات تقنيات النانو في التحلية , ثانياً: جلسات الحوار والمناقشة المهنية وتبحث تقييم أداء أنظمة الضخ ، وتحديد معايير اختيار المضخات ، ودراسة جدوى إعادة تصنيع المضخات , المشاكل الفنية المصاحبة لأداء الغلايات ، وإعادة تأهيل الغلايات , ثالثا : جلسات الدراسات والأبحاث وتطرح استخدامات الطاقة البديلة والمتجددة في تحلية المياه , استخدامات الطاقة النووية في تحلية المياه , رابعا: جلسات نقاش اقتصاديات التحلية وتناقش مائدة نقاش “مستقبل خصخصة صناعة تحلية المياه في ظل الوضع الاقتصادي العالمي الراهن” , حلقة نقاش عن أعمال الاستشارات والمقاولات وصناعة التحلية.