كل البشر يتألمون والألم نعمة من الله عز وجل، فالألم يجعل الانسان يعرف ويتلمس الأماكن التي حدث بها قصور في جسمه فبقدرة الخالق يشعر المريض بالألم وعليه ان يحمد الله ويشكره ويتأكد تماماً انه بخير وعافية وان ما يشكو منه هو عارض صحي سوف يتلاشى بأمر المولى ويبرأ منه، ولكن ما الذي سوف يحدث لو لم يعِ المصاب بالألم ويتحسسه في داخله ستزداد به العلة ويكبر حجمها ويعطب الجزء المبتلى ويتلف عندها ستكون نهايته ان لم يعجل ببتر العضو الخاسر منه انها مشيئة الله نتألم لنبحث عن بلسم يشفينا من العلل التي حلت بنا. وعُرف البلسم منذ القدم بعدة معاني اهمها الراحة بعد العناء والجهد، والسلامة والطمأنينة من اثر تضميد الجراح والتئامها والأمل المنشود المعين على الحياة. أما في العصر الحديث فان كلمة (بلسم) تعني الشيء الشافي، ويقول الدكتور عبدالغني ابو العزم في كتابه معجم الكنز إن البلسم (هو عصارة بلسمية في الطب تستخرج من أشجار معروفة تنمو في البلاد الحارة) كما عرف البلسم عبر التاريخ والعصور البشرية المتعاقبة بأنه (جنس اشجار من القرنيات الفراشية المعروفة لدي اهل الخبرة والاختصاص يستخرج منها عصارة تجمع من خلال هذه الاشجار وتستخدم في تضميد وعلاج الجراح). ولما للبلسم في نفوس البشر من مكانة ومحبة وأمانٍ وارتياح وسلامة وكل الصفات التي تبهج القلوب وتجعلها تهدأ وتستقر فنجد ان كثيراً من الشركات الصناعية الحديثة قد أصبحت تستخدمه في منتوجاتها وغدت ذائعة السمعة والانتشار في كل ارجاء العالم حيث ساهم في منع تساقط الشعر وتقويته وعلاج فروة الرأس وايضاً في المحافظة على سلامة الأجسام البشرية من التشقق والجفاف عن طريق كريمات تختص بالعناية بها. إلا أن أهم ما يجعل البلسم بمثابة العلاج الشافي اطلاقه على الاناث والذكور فيستأنس به الناس وتُؤثر به قلوبهم ومشاعرهم فيشتاق المحب لمحبوبه كما قال الشاعر: ساعة بقرب الحبيب أحلى أمل في الحياة والحبيب هو بلسم الحياة وكلا الجنسين يحلو له مناداة شريك عمره ببلسم روحه أو جراحه أو بأحلى لفظ لأجمل معنى يحبه.