دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة امس المرحلة الأولى لإعادة تصنيف الفنادق وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده سموه بمقر مركز معارض الرياض الدولي الذي يحتضن حاليا فعاليات ملتقى السفر والاستثمار السياحي في دورته الثالثة. وأعلن سموه خلال المؤتمر عن تمكن 151 فندقا بالمملكة من الحصول على إحدى درجات التصنيف حسب نظام “النجوم العالمي” من بين 425 فندقا تم زيارتها من قبل مسئولي الهيئة. وكشف المؤتمر الذي تضمن عرضا تقديميا عن تفاصيل المرحلة الأولى لنظام التصنيف الذي اعتمد على نظام النجوم الدولي لتصنيف الفنادق القائمة بالمملكة والتي تتضمن 23 عناصرا أساسيا لتقييم الفنادق والمنشئات الفندقية والتي تحتوي بدورها على نحو 263 عنصرا داخليا لتقييم تلك المنشئات. وأوضح المتحدثون في المؤتمر أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قد قامت بزيارة 425 فندقا ومن خلال وضع معايير التصنيف الجديدة فقد تمكن 151 فندقا منها على الحصول على إحدى درجات التصنيف فيما بلغ عدد الفنادق التي حصلت على الحد الأدنى نحو 245 فندقا وعزى المتحدثون كبر عدد الفنادق التي حصلت على الحد الأدنى إلى عدم تحقيقها متطلبات الدفاع المدني والبلديات كما أن 244 فندقا لم تحصل على ترخيص من الدفاع المدني وهو ما يتطلب من تلك الفنادق العمل من أجل تحسين أوضاعها وتأهيلها. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان خلال المؤتمر الصحفي امس على حرص الهيئة العامة للسياحة والآثار على العمل جنبا إلى جنب مع المستثمرين من أجل الرقي بقطاع الإيواء الفندقي وتطبيق معايير الجودة والتصنيف العالمية بهدف الرفع من مستواه ومستويات الخدمة المقدمة فيه مشيرا إلى أن الهيئة تأخذ بمبدأ الشراكة مع المستثمرين وليس الرقابة والتوجيه فقط وأنها تعمل من أجل أن يكون القطاع الخاص ممثلا في مجالس الهيئة لأنها تنظر إلى القطاع بنظرة بعيدة المدى ومتعددة الجوانب وتهدف إلى العمل مع المستثمرين بشكل تضامني وأن تكون بمثابة الصديق والمساعد لهم في تنمية استثماراتهم. وشدد سموه على القول “ ان مرحلة تقديم الخدمات السيئة للمواطنين هي مرحلة قد ولت وعفى عنها الزمن” وانه لامجاملة لملاك الفنادق والمستثمرين فيها على حساب المواطنين. وأوضح سمو الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة تعمل على تحقيق ثقافة جديدة لقطاع السياحة المحلية تقوم على تهيئة السبل للاستثمار وتذليل كافة المصاعب التي تواجههم وتحقيق الحد الأدنى من الخدمات والعمل باستمرار على رفع مستوياتها لتلبي طموحات المواطنين والمصطافين من داخل وخارج المملكة العربية السعودية مبينا أن الهم الأكبر له هو تنمية وتطوير وتحديث قطاع الإيواء وفق وضع معايير وضوابط محددة تشمل الخدمات المقدمة ومستواها والأسعار ومستوى النظافة. وأوضح سمو رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار أنهم يعملون على تحديث قطاع الإيواء ليكون من أفضل القطاعات على المستوى الدولي ، كما عملوا على إنشاء جمعية للإيواء التجارية لتكون شريكا مع الهيئة لتنظيم القطاع وحل أية إشكالات قد تعترضه كما انه من المؤمل أن يتم إنشاء عدة جمعيات للأدلاء والرحلات السياحية ليعكس مدى ماوصلت إليه المملكة من تطور مشيرا إلى تركيز الهيئة على قطاع السياحة المحلية والعمل على استقطاب جزء من المبالغ الكبيرة التي يتم صرفها من قبل السائحين السعوديين في الخارج لتحويل جزء منها إلى السياحة الداخلية من خلال قطاع الإيواء من أجل النهوض بالسياحة المحلية. وأبدى سموه رغبته في قيام شركات بإدارة الشقق المفروشة والفنادق للرقي بمستواها من أجل توفير نحو 20 ألف وظيفة في هذا القطاع خلال العامين المقبلين. وقال سمو رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار إن الهيئة قامت بإنشاء شركة الفنادق التراثية بهدف تنشيط هذا المجال من الفنادق التراثية لما تتميز به من ربحية عالية ورواجا كبيرا. ونوه سمو الأمير سلطان بن سلمان بتوجه المستثمرين للاستثمار في المجالات السياحية الداخلية مشيرا إلى وجود فرص استثمارية حقيقية مغرية للمستثمرين المحليين والأجانب خاصة في ظل الطفرة الاقتصادية التي تشهدها المملكة وفي ظل حالة الاستقرار والأمن المعهود الذي تشهده المملكة بفضل الله مؤكدا “ إننا لن نتراجع عن التصنيف ثم التسعير لأننا جهة منفتحة مع الجميع وانه لولا وجود مستثمرين لما نجحت الهيئة في مشاريعها وتنظيماتها التي تقوم بها ونحن لن يكون لنا دور الرقيب فقط ولكننا نريد أن نكون شركاء مع الجميع ونريد منكم رقابة ذاتية وسنضع حفلا لجوائز التميز وسيتم منح المستثمرين حوافز قد يكون من بينها زيادة مدة الترخيص عن عام إلى عامين وبذلك نعطي المستثمر المتميز ميزة نسبية”. وزاد سمو رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار يقول إن الهيئة العامة للسياحة والآثار قد وضعت في نصب أعينها قضايا ترشيد الطاقة والمياه وقد وضعت من ضمن معايير التصنيف للفنادق تلك القضايا مشيرا إلى انه سيتم تطبيق تلك المتطلبات على المنشآت القائمة حاليا والمنشآت التي ستدخل الخدمة في المستقبل. ودعا سمو الأمير سلطان بن سلمان المستثمرين والمواطنين إلى النظر لسوق السياحة الداخلية بنظرة عامة أشمل مشيرا إلى أنه سيصدر قرار مرحلي في الفترة القادمة يتعلق بقضايا التسعير مشددا على أن قطاع السياحة في المملكة بكافة عناصره في أعتاب مرحلة تاريخية جديدة تحتاج تعاونا من الجميع وتفهما للأهداف التي يقوم عليها والرؤى الخاصة به. وأعلن سمو الأمير سلطان بن سلمان في المؤتمر الصحفي عن تدشين جائزة العدسة الذهبية لتشجيع المصورين في قطاعات السياحة معربا عن أمله في صدور مشروع وطني جديد لتعزيز قطاع الحرف والصناعات التقليدية بشكل مؤسسي ومنظم وأن تكون المملكة لاعبا كبيرا في هذا المجال. ونوه سمو رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان إلى انه سيتم تخصيص مبلغ مالي لجائزة خاصة بتشجيع الحرف والصناعات اليدوية خلال العام الحالي.