سمعت هذا من المتقدمين.. وعانيت من الثلاثة في أوقات متباينة، واضيف اليها (التفكير المستمر في حل القضايا والمشاكل اليومية،.. لانه يجعل العقل في حالة نشطة تفقده القدرة على الاسترخاء، وينصح المجربون .. قبل الخلود الى النوم بالقاء كل المشاكل والأفكار التي تشغل البال خارج غرفة النوم.. والابتعاد في وجبة العشاء عن الوجبات الدسمة التي ينجم عنها ارتباك المعدة بسبب عدم هضم الطعام.. واتذكر قصة قديمة سمعتها من ثقة بالمدينة المنورة عن رجل فقير (بمعنى الكلمة) ينام جوار المسجد على قطعة من حنبل قديم وغطاء (ان غطى رجله انكشف رأسه، وان غطى رأسه انكشفت رجله) ولمرضه لا يقدر على العمل .. يتذكره من يوفقهم الله .. وفي ليلة شتوية قارسة البرودة لم يعطه أحد شيئاً وعضه الجوع بنابه وآذاه البرد بقسوته فقام إلى الشارع المسمى بالساحة ولدى بائع الخبز يأخذون ويدفعون .. فاخذ رغيفاً ومشى وجلس على طرف دكة المستشفى .. وقبل أن يلتهم قرص الخبز حاسب نفسه (كيف اخذ الخبز وبأي حق) فرجع وفي غفلة بائع الخبز وضع القرص في المكان الذي اخذه منه ومضى .. الى شارع العينية حتى المناخة .. الى منزل صغير من الطين وباب خشبي دفع درفته فانفتح الباب .. ووجد قدراً صغيراً مغطى رفع الغطاء فاذا فيه مرق وبجانبه خرقة فيها قطعة خبز.. فقال في نفسه (هذا يكفي) وقبل أن يرفع اللقمة إلى فمه فكر في كيفية دخوله هذا البيت ثم كيف يستبيح التهام المرق بالخبزة وبأي حق فأعاد كل شيء كما كان وأغلق الباب وفي طريقه بشارع العينية تقابل برجل وامرأتين (زوجة الرجل وبنته) فأوقفه الرجل وسأله (هل أنت متزوج فرد بالنفي.. فقال له الرجل .. هل لك أن تتزوج فأجاب انني فقير وليس عندي منزل ولا عمل فقال له الرجل هذه بنتي ازوجك عليها على كتاب الله وسنة رسوله ومهرها أن تحفظها ما تحفظ من القرآن وأخذه الى دار بالشارع طرق الرجل بابها ففتح الباب شيخ (هو المأذون الشرعي الذي عقد له عليها) واخذه الرجل وزوجته .. والبنت التي انكحه اياها.. فوصلوا الى ذلك البيت الطين الذي كان قد دخله ثم خرج منه .. وقدم له الرجل المرق والخبز قائلاً تعشى على بركة الله .. وهذه زوجتك فبكى فسأله الرجل (هل من شيء يزعجك؟) فقص عليه ما كان فرد الرجل (هو أنت الذي اريدك زوجاً لبنتي) ومهنة هذا الرجل وزوجته وبنته يصنعون الخوص من سعف النخل ويبيعونه ويأكلون من ايراده.. وانضم إليهم في ذلك العمل وعاش معهم.. والخلاصة من سياق هذه القصة هي (كن مع الله ترى الله معك) ومن يتوكل على الله فهو حسبه .. فاللهم وفقنا ووفق لنا وكن لنا ولا تكن علينا وارزقنا فوق الأرض وارحمنا تحت الأرض واغفر لنا يوم العرض انك ولي ذلك والقادر عليه جواد كريم.