يشهد جناح المؤسسة العالمية للإعمار والتنمية والمتمثل في معرض الشهادتين والسيرة النبوية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية إقبالاً مكثفاً من قبل الزوار الأجانب ، نظير التقنية الحديثة في عرض سيرة رسول الهدى – صلى الله عليه وسلم - عن طريق الصوت والصورة المتحركة الثلاثية الأبعاد. ويستطيع زائر المعرض بعد أن تتم ضيافته بالقهوة العربية البدء في مشاهدة العرض الأول عن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأسماء الله الحسنى عن طريق شاشات مرئية وتفاعلية باللغة العربية والإنجليزية والاندونيسية وقريباً باللغة الفرنسية والألمانية والدنمركية والتركية والأوردية بحسب ما يقول القائمون على المعرض بالجنادرية . بعد ذلك يأتي عرض سيرة المصطفي - عليه الصلاة والسلام - عبر شاشات الليزر التي تحكي سيرة الرسول منذ مراحل حياة النبي الأولى وفق التقسيم الجغرافي لمكةالمكرمة التي تسمى المرحلة المكية حيث تبرز لوحتان جداريتان تصف مكة قديماً وتصوراً عاماً عن المراحل الأولى التي عاشها الرسول ، ثم عرض مرئي لطريق الهجرة ومراحل الطريق التفصيلية التي سلكها في طريق هجرته من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة. ثم الانتقال إلى الركن الآخر من الجناح حيث يبدأ العرض بوصف المدينةالمنورة وقت الهجرة ، واستقبال أهلها للرسول وطريقة الاستقبال ومكانه ووقته عن طريق العرض الثلاثي الأبعاد ( ثري دي ماكس ) وينتقل الزائر بعد ذلك إلى غزوات الرسول – صلى الله عليه وسلم – التي قادها في بداية العهد الإسلامي ، وتفصيل تلك الغزوات . وحول ذلك يؤكد المشرف العام على معرض الشهادتين بالجنادرية برهان بن سعيد الجبرتي أن المعرض عالمي ؛ إذ نحرص في التركيز أن الإسلام دين سلم وسلام وليس دين حرب فنعرِّف الزائر على عدد غزوات الرسول التي بلغت 28 غزوة لم يقاتل إلا في ثمان منها والعشرون الباقية تمت عن طريق السلم وحقن الدم ، وبهذا ندلل على أن رسول الرحمة لم يكن يجنح إلى الحرب بل إلى السلم والمسالمة وحقن الدماء. ويمكن للزائر أن يشاهد مجسم كبير يصور غزوة الأحزاب وما صاحبها من أحداث ومجسم آخر لبيت النبوة بكامل تفاصيله المأثورة في الأحاديث والأسانيد الصحيحة ، وهو كما يقول الجبرتي “ رسالة لجميع الخلق بطريقة العيش التي كان يفضلها الرسول صلى الله عليه وسلم – ومدى تواضعه “ مشيراً إلى أن هذا المجسم قلما يخلو من التأثير المصاحب بالدموع أمام مجسم حجرات النبي صلى الله عليه وسلم، وبساطتها في الشكل والمحتوى وكيف كان يعيش ويستقبل ضيوفه. ثم تبدأ شاشة العرض الأخرى لتظهر حجة الوداع وذلك بعد فترة الجهاد الممتدة لثمان سنوات وعرض للعهد النبوي بخرائط وتعريفات بلغات متعددة ثم إلى الانتقال لوفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وخرائط أخرى تفصيلية أبناء وبنات الرسول وزوجاته ومصاهراته وخرائط للأحفاد رضي الله عنهم جميعاً . وقال المشرف العام على معرض الشهادتين بالجنادرية الخامسة والعشرين إن المعرض يستقبل أعداداً كبيرة من المواطنين والقيمين على فترتيه الصباحية والمسائية ، وينظم المعرض بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة إلى تسيير الرحلات الطلابية للمدارس ومسؤولي الجاليات في مكاتب الدعوة والإرشاد وحديثي الإسلام وأضاف الجبرتي إن ترابط العرض من حيث تسلسل مراحله أسهم في تكوين تصور واضح للمفهوم الشامل للسيرة النبوية، وهو ما دلل عليه أحد الزوار من الجنسية الكندية الذي انبهر من هذه الشخصية التي لم يكن يعرفها من قبل بل لم يكن يعرف شيئاً عن الإسلام ومثله بريطاني وزوجته حيث قال “هذا المعرض قرب لي السيرة النبوية بشكل أكبر مما درسته في الكتب طوال عمري”. وأشار برهان الجبرتي أن مشروع استخدام التقنية في الدعوة إلى الله أصبح من لوازم هذا العصر، الذي ازدهرت فيه التكنولوجيا المعاصرة، وإيمانا من المؤسسة العالمية للإعمار والتنمية بهذا التوجه فقد قامت بمشروع معرض الشهادتين والسيرة النبوية الذي يشارك في مجال التوعية والإرشاد باستخدام أحدث الوسائل التقنية المعاصرة لتحقيق العديد من الأهداف ومنها نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وخصوصاً في هذا الوقت الذي نيل فيه من شخصيته الطاهرة عليه الصلاة وأتم التسليم، ومخاطبة الناس باللغة التي يفهمونها، والدعوة إلى استخدام وسائل التقنية الحديثة وتسخيرها في خدمة الإسلام والمسلمين في الوقت الذي تستخدم فيه لمحاربتهم. ويعد معرض الشهادتين والسيرة النبوية، تجربة جديدة في مجال الدعوة إلى الله تعالى، لتوضيح الركن الأول من أركان الإسلام والسيرة النبوية باستخدام التقنية الحديثة، وتسخير وسائل التقنية الحديثة لنشر نور الإسلام حول العالم بأسره عملاً بقوله سبحانه (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).