تكشف الحرف اليدوية في أروقة المهرجان الوطني الخامس والعشرين للتراث والثقافة مكامن الإبداع في شخصية الإنسان السعودي، وتحديدا من خلال قدرته على تحويل أخشاب الأشجار (الميتة) إلى قطعة فنية قد تكون (ثمينة). وتتخذ تلك القطع التي تصنع من أخشاب الأثل أشكالا باهرة جذبت الأنظار والإعجاب في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية حيث ركن (حمود) الذي يقف أمامه ليشرح طرق عمله للزائرين، فيبدي (حمود الجاسر) مهارة في مهنة النحت التي كانت بالنسبة له في السابق هواية، قادته أخيرا إلى حمل شهادة البكالوريوس في التربية الفنية. يقول الجاسر عن مهنته: (إن الفكرة والهدف من العمل يعدان الركيزة الأولى لهذا الفن، يأتي بعد ذلك التوظيف المناسب في استخدام الأدوات). مضيفا (في البداية اختار نوع الشجرة من خلال رؤية فنية تتشكل في مخيلتي ، بعدها انقل تلك الصورة عن طريق النحت إلى تلك الشجرة). ويفضل الجاسر أن يضع لمسات طفيفة على اللوحة الفنية دون المساس بالأصل ، عن ذلك يقول (العمل ينقسم إلى نوعين - الأول القطع الخشبية التي تحتاج إلى إعادة تشكيل بشكل كامل بمعنى تحويلها إلى عمل متكامل من خلال تحويل كامل الجذع إلى قطعة فنية، أما النوع الآخر فيقتصر على اختيار جذع الشجرة بعناية فائقة ووضع لمسات طفيفة جداً من دون المساس بالأصل). وتختلف الأشكال التي يصنعها الجاسر، فمنها ما يبلغ طوله 1.80 سنتيمتر وبعضها أكبر من ذلك أو أصغر، وبعض أعماله يتراوح أسعارها من 30 إلى 70 ألف ريال. ويؤكد الجاسر أن فن النحت والرسم ليست جديدة على الإنسان السعودي، فقد عرفها منذ القدم، وقال (إن هذا الفن امتداد للماضي بكل أبجدياته). وشارك الجاسر في مسابقات عالمية وعربية وخليجية ومحلية ومثل المملكة في عددٍ من المحافل الدولية ومنها تمثيل المملكة العربية في الملتقى العربي للسياحة والسفر (ATM) عام 2008م ومشاركته في المؤتمر الدولي حول توظيف الصناعات التقليدية في المشروعات المعمارية في تونس عام 2009م ومشاركته في المؤتمر الدولي لشهادة الامتياز الحرفي لمنظمة اليونسكو في مسقط ومشاركته في معرض السياحة والسفر في المملكة والمؤتمر العالمي للقلب النابض بالرياض عام 2009م ومشاركته الأولى هذا العام في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية .