بدأت في واشنطن أمس جلسات الحوار الإستراتيجي بين الولاياتالمتحدةوباكستان برئاسة وزيري خارجية البلدين. وتتركز المباحثات على تعزيز التعاون العسكري والأمني، إضافة إلى معالجة أزمة الطاقة الخطيرة التي تعاني منها باكستان، . وفي إطار هذا الحوار التقى رئيس هيئة أركان الجيش الباكستاني مع نظيره الأميركي مايكل مولن ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس. وقدمت باكستان قبيل الحوار للأميركيين وثيقة من 56 صفحة تتضمن قائمة طويلة من المطالب تتضمن مساعدات في الجوانب العسكرية والأمنية، إضافة إلى المساعدات بشأن المياه والطاقة، حيث تواجه البلاد انقطاعا يوميا للتيار الكهربائي. وقال مدير مكتب الجزيرة في إسلام آباد أحمد زيدان إن باكستان تعلق آمالا كبيرة على هذا الحوار -الأول من نوعه على هذا المستوى وهذا العمق- من ناحية الحصول على التقنية النووية السلمية لمواجهة انقطاع التيار الكهربائي الطويل مما أثر على أداء القطاع الصناعي، وسط توقعات بأن تتفاقم الأزمة لتشمل المدن الرئيسية خلال الصيف القادم. وأشار زيدان إلى أن باكستان قدمت طلبات للمساعدة في مجالات الزراعة والصناعة وطلبت قروضا جديدة، بالإضافة إلى المساعدات العسكرية حيث قدم قائد الجيش الباكستاني قائمة طويلة تتضمن طائرات بدون طيار وبعض قطع الغيار لمقاتلات أف16 وغيرها من المعدات العسكرية. وتأمل باكستان من خلال الحوار –وفق مدير مكتب الجزيرة- أن تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا على الهند في موضوع المياه، حيث تقطع الهند مياه خمسة أنهار تنبع من الشطر الذي تسيطر عليه من كشمير بحجة بناء سدود. كما تأمل إسلام آباد أن تضغط واشنطن على نيودلهي لتخفيض قلق باكستان إزاء الدور الهندي المتنامي في أفغانستان. ومن المرجح أن يسفر (الحوار الإستراتيجي) بين الحليفين في الحرب على ما يسمى الإرهاب عن توقيع عدة اتفاقيات ابتداء من بناء سدود وطرق إلى مشروعات للكهرباء لباكستان وصولا إلى التزامات أمنية إضافية. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي بعد إجراء محادثات مع أعضاء في الكونغرس الأميركي إن حكومة بلاده والجيش لديهم (خطة بالغة الوضوح) للأولويات، مشددا على ضرورة أن يسفر هذا الحوار عن نتائج. واجتمع قرشي أمس بالسيناتور جون كيري الذين أعد مع أعضاء آخرين تشريعا وصف بالتاريخي لصفقة مساعدات لباكستان مدتها خمس سنوات وتبلغ قيمتها 7.5 مليارات دولار. وأوضح قرشي أن هدف المحادثات تطوير ما وصفها بشراكة، واعتبر حوار اليوم بالغ الأهمية لتحقيق نقلة نوعية في العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن. من جانبها حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مقابلة مع قناة دنيا الباكستانية على نقل العلاقات الباكستانية الأميركية إلى (مستوى أعمق)، ولكنها قالت في نفس الوقت إنها لا تتوقع (تحريك عصا سحرية). وفي السياق أشار مسؤولون باكستانيون إلى أنهم يريدون نفس التعاون النووي والتقنية النووية التي منحت للهند في اتفاق توصلت إليه إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وعندما سئلت كلينتون بشأن الطلب النووي السلمي الباكستاني بدت فاترة بشأن الاحتمالات، وأوضحت أن الترتيبات مع الهند كانت نتيجة (العديد والعديد من السنوات من الحوار الإستراتيجي)، مشيرة إلى أن الخطة الأميركية كانت التصدي لاحتياجات الطاقة العاجلة. كما أشار مسؤول أميركي إلى أن المناقشات بشأن اتفاق نووي ستحتاج أيضا إلى موافقة بالإجماع من مجموعة الموردين النوويين المؤلفة من 46 دولة، إضافة إلى موافقة الكونغرس الأميركي وهي عملية مطولة مثلما كان مع الهند.