أنفك كبير وأنت كذا وكذا .... عبارات بذيئة تفوح منها رائحة بغيضة نتنة يشمئز منها المستمع أو المشاهد أو القارئ عندما يسوء حظه ذلك اليوم ليتصفح إحدى وسائل الإعلام فعلى من نلقي اللوم؟. تتعمد فئة أتمنى أن تكون ليست بالكثيرة من أبناء المجتمع بكل سذاجة وسخافة وحماقة أن تبدي ثقافتها الضحلة ووعيها المحدود ونظرتها القاصرة إلى أن تعبر بكل أريحيتها التي فطرت عليها أو أكتسبها برد أو ردة فعل أو تعليق أو مداخلة أشبه ما تكون بالمقززة المحزنة!. فمثلا رسائل التهديد التي تطال الكتاب والمثقفين وأصحاب الرأي وغيرهم ومحاولة التخريب والتدمير وسلوك القذف والسب البغيض والتجريح المهين كل ذلك سلوكيات لا تنم إلا عن تراكمات وتبعات لجهل وعدم فهم وقلة إدراك وعي لسياسة الحوار وثقافة النقد فإذا كان هذا المشهد البغيض يتكرر والحدث يعاد فإلى متى الصمت !؟. فلا يكفينا تصريحا هنا وهناك كي نحل المشكلة. فإلى متى سيظل مجتمعنا هكذا؟. إلى متى سيظل مجتمعنا يفتقد أساسيات الحوار؟. إلى متى سيظل مجتمعنا يفتقد أركان النقاش؟. إلى متى سيظل مجتمعنا يفتقد أبسط مقومات النقد الهادف البناء ؟. إلى متى سيظل مجتمعنا يتبنى مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي ؟. إن سياسة التفكير والتعبير في تلك الفئة المحدودة تحتاج لتقويم وتقييم من قبل مختصين لبحث أسبابها وعلاجها والحد منها كي نصل لمجتمع يفهم ثقافة النقد والحوار والنقاش ويتميز بها بين المجتمعات!!!. إن الثقافة وتطبيقات الهوية الإسلامية السمحة من المفترض أن تكون سمة واضحة لتلك الفئة مبتعدة عن كل التشنج والتطرف فإذا لم توافقني الرأي فناقشني وانتقد رأيي وطرحي وفكرتي التي أتبناها فلم تتعرض وتتخبط هنا وهناك؟. ليكن أسلوبنا موضوعيا منهجيا حضاريا هادفا وبناء يثري الحركة النقدية الثقافية في المجتمع السعودي ويعززها بدلا من أن نخوض في صراعات عقيمة تياراتها متشددة وعواقبها وخيمة!!!. طبيب وكاتب سعودي