التعزيز من الاحتياجات الأساسية والشديد في حياة الإنسان والتعزيز يبدأ بكلمة فكلمة التعزيز قد يرفع الانسان الى أعلى المراتب ويخرج العديد من المواهب والقدرات فتفاحة يعيش عليها الانسان يوما، اما الكلمة فيعيش عليها الانسان حياته وخاصة في مرحلة الطفولة فالكلمة والتعزيز تثبتان الثقة بالنفس وتمنحان القوة والعزيمة وتدخلان في القلب الطمأنينة فكلمة هذا ولد ممتاز بالمرحلة الابتدائية أشعلت همة وتميز وتجويد الاستاذ عباس محمود العقاد الذي وصل الى اديب العربية الكبير وارتفعت قيمته الى ميدان العظمة الانسانية في مجالات التفوق في الملكات والقدرات التي ترفع أقدار الرجال في الكثير من الميادين فالتعزيز يعمل على فتح أبواب العقل والذهن والتفكير والابداع.. الى جانب العصامية التي جعلت هذا المبدع في مقدمة الذين اعتمدوا على أنفسهم واخذوا بالرصانة والشدة واحترموها اشد الاحترام فلم يرفع هذا المبدع بحسب أو نسب ولا الشهادة التي حصل عليها من باريس او لندن كما كان لرواد النهصة العربية في مصر وغيرها من البلاد العربية فلقد انتهى تعليمه الرسمى عند الشهادة الابتدائية والتي كانت في وقتها تجعله صاحب كرسي صغير في وظيفة حكومية مغمورة ولكن هذا الرجل استطاع الوصول الى ما لا يحلم به غيره في شتى المجالات.. ففي ميدان الشجاعة لا يكون العقاد الا في المقدمة مدافعاً عما يعتقده في الأدب والفكر والسياسة.. وفي ميدان الشعر اسس (مدرسة الديوان) مع شكري والمازني.. حول التجارب والمشاعر الانسانية الى أشعار وصاغ القصيدة صياغة جديدة.. وفي ميدان السياسة وقف العقاد يدافع عن الامة في حقها من الحرية حين أراد الملك فؤاد اسقاط عبارتين من الدستور فارتفع صوت العقاد داخل البرلمان قائلاً ان الامة على استعداد لان تسحق أكبر رأس يخون الدستور ولا يصونه ودخل بها السجن تسعة أشهر ثم خرج شامخ القمة وخاض المعارك السياسية وغيرها واتجه الى التأليف ولم يترك الصحافة بروائع الفكر والادب والنقد. قاوم النازية لانها عنصرية وعدوانية، قاوم الشيوعية لانها دكتاتورية وضد الفطرة وقال ان عمرها عمر رجل واحد وفعلا قد ولدت مع نهاية العشرينات وتوفيت في نهاية الثمانينات من القرن العشرين.. اما في ميدان الكرامة الانسانية فكان الاعتداد بالنفس غيورا على الكرامة الانسانية عامة، يعرف حق العظماء ويقدرهم كما كان يرى في احترام المواعيد قيمة خلقية عالية وكان يرد عندما ينتقد فعندما قالوا له بأن ينزل بالثقافة الى قدرات من حوله فقال ان الثقافة يرتفع اليها الناس ولا تهبط اليهم اما في الثقافة الإسلامية فقد جسد ما كتبه من كتب انتصر فيها الاسلام في فكره وتعاليمه ورموزه الخالدين بدءا برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان منها حقائق الاسلام وأباطيل خصومه الفلسفة القرآنية التفكير العبقريات وقد بلغت كتب العقاد في شتى ميادين الثقافة والفكر ما يزيد على مائة كتاب في ثقافات متنوعة بل موسوعة متكاملة بشكل ما بها من معنى اتصلت بالدين والفلسفة والادب وشعره ونثره والسياسة وعلم النفس والاخلاق والتاريخ والعلوم وترجمة كتبه على الفارسية والاوردية والألمانية والفرنسية والروسية وظل العقاد يقرأ لتحصيل العلم حتى في مرضه وهرمه ولازال في العقاد اشياء كثيرة تقال ولا يستوفي بيان أسباب العظمة في هذا الهرم الشامخ رحمك الله يا عقاد واسكنك فسيح جناته .