عقد المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي في الرياض ملتقاه الأدبي الدوري لشهر ربيع الأول 1431ه الذي يشرف عليه الناقد الدكتور حسين علي محمد الأستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، وقد حضره نخبة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين وعدد من وسائل الاعلام. نوافذ مشعة جاءت قصيدة: (بعض أقوال زرقاء سيناء) في هذا الملتقى لشاعرنا المبدع عماد علي قطري تطرز خيوط الفجر الآتي رغم المواجع والجراح ، فهذا الشاعر صاحب قضية وهم جماعي هو هم الأمة الاسلامية وهو ينظر إلى (مصر) الإسلام والعروبة بأنها نموذج لرقي الأمة ونهضتها وتجاوز جراحاتها ومحنها ، ولذلك يشدو متوجعاً نازفاً حزيناً لحال الأمة بأسلوب طلبي استفهامي: لم يا أخية تذرفين الدمع مدرارا بوجه الفجر في هذا البراح؟! الليل عاث والجراح غاب الغريب ولم يعد والذئب يا ويلاه صاح!! أما قصيدة الشاعر إبراهيم محمد العنزي: (أأنسى؟) فهي تقطف اللوعة والحزن من فضاءات البعد وفراق الحبيبة ، وتلح كثيرا على ألم الغياب، ومع ذلك فهي لم ترتق في أسلوبها إلى إيحاء الصورة الشعرية، ودفنها الإبداعي كما قرأنا له في قصائد أخرى: أهذا ما تريد الناس منا بأن نبقى خصاما في خصام وأن أنساك ياعمري وأمضي إلى نجد بلا حتى سلام وقد تألق موسى عبده مباركي (طبيب امتياز بجامعة الملك سعود) الذي يشارك في الملتقى لأول مرة، في قصيدته الشفوية (تباشير العزة في غزة) في إلقائه ومضامينه وقيمه المشعة السامية، كما تفتحت قصيدته من خلال صور جديدة مبتكرة في أكثر من مقطع، وكانت ورافة بلغة حية قادرة على اضاءة وجداننا الإسلامي ، ومنها: على خافقي تغريدة الجرح ترقد وبين ضلوعي للقوافي توقد وإيقاعنا في الحزن بث سمومه بأجواء السكرة وراح يغرد ألا أيها النادي مهلا فمجدفي له في بحار الهم شأن وموعد ولي من تباريح الجراحات قسمة ظلمت بها ضيزى فكان التمرد حلمت فكان الحلم مني سفاهة وكان لإحجامي عن الحرب مشهد تنفس صبح المكرمات ورفرفت أزاهير دوحي والخمائل تنشد النظرة الأخيرة أما نص: (النظرة الأخيرة) للكاتب يس عبدالوهاب مسعد فهو من مقالات السيرة الذاتية، والتي صيغت بأسلوب قصصي يجذب القارىء ، لا سيماً وهو يتحدث عن ذكرياته مع أمه ، وينهل الكاتب من معين القرآن الكريم ، ويقبس من معانيه وهديه في هذا النص، وفي كثير من نصوصه ، وهو يكتب بوجدانية وشفافية مؤثرة في الملتقى.