بات معلوماً لكل الأسر أنّ ما يرهق كاهلها ويقلقها تمرد أبنائها وبناتها سواء في مرحلة المراهقة أو مرحلة الشباب فزرية ابي البشر سيدنا آدم عليه السلام كثرت وانتشرت في كافة ارجاء الأرض وبارادة المولى سبحانه عمرتها وهذه الحقيقة التي لا تخفى على البشر، وهذا الانتشار البشري المهيل كان له الاثر القوي لزيادة حدة هذا التمرد والنفور وعدم الخضوع والقناعة لما يريده الآباء والأمهات من فلذات الاكباد. لماذا لم تكن هذه الظاهرة ملحوظة بحدوثها في العقود السابقة ولما هي ملموسة ومتواجدة في العصر الحديث، نقول ان تكاثر البشر اولاً ثم سهولة الانتقال من بلد الى آخر ثانياً وانتشار الآفاق العلمية وتوافرها بشتى الثقافات والمخترعات الحديثة المتطورة ساهمت بفعالية كبيرة ومؤثرة في وصولها لكل البشر وهذا هو العنصر الهام الذي ادى لان يستفيد الكل من كل ما هو جديد، كل المجتمعات غدت متأثرة بالعلوم المختلفة فما كان في الماضي صعب الوصول اليه اصبح متداولاً وسهلاً نوله، اذن وجب الاقتناع والخضوع لهذا الواقع فهو مفروض علينا ولا يمكن أن يواجه او يرد، لنساير العالم الذي نعيش فيه ندخله عقولنا ونأخذ منه ما يعيننا ويصلحنا ويتماشى من عقائدنا ويعود بالخير والانتفاع لمجتمعنا وابنائنا، لا نقف ونصر ان يفعل الشباب والفتيات هذا الأمر بالالزام والاكراه ويدعون الجانب الذي نرى انه لا يفيد بالتوجيه الخاطىء والرأي الواحد من الأب والأم من دون ان يكون لهم ان يفصحوا عن آرائهم ومشاعرهم واهدافهم، لنتصالح مع ابنائنا وبناتنا قبل أن نقول هذا صواب وهذا خطأ، لنتقارب منهم ونجعل من أنفسنا اصدقاء لهم حتى يفتحوا لنا قلوبهم لنعيرهم جُل اهتمامنا ونشعرهم باستمرار انهم الأهم في حياتنا ان سعدوا فرحنا وان ضلوا تحسرنا وتألمنا لما حل بهم، لن يضرنا الدنو منهم سنزداد محبة لهم وسيجعلهم أكثر صلة وقرباً منا ولنا ومن ثم يسهل بعد التصالح معهم أن نصلح الخلل الذي نراه فيهم وفي معتقداتهم والشوائب المسيطرة عليهم. ففضيلة الشيخ (محمد متولي الشعراوي) رحمه الله يقول في كتابه قصص الانبياء ان سيدنا آدم عليه السلام خلق ليتلقى المنهج من الله تعالى في (افعل ولا تفعل) افعل كذا فان لم تفعله فسدت الأرض ولا تفعل كذا فإن فعلته فسدت الأرض، اي ان منهج الله عز وجل اساسه منع ما يحدث من الفساد في الأرض وامره الكريم جل شأنه ترك ان تفعل ما يمنع الفساد في الارض. لنبتغي الصلاح ومن ثم نسلك سبل الاصلاح عندها وباذنه جل وعلا شأنه سنتغلب على كل الصعاب والعثرات التي نرى ان فيها عصيان وتملل قرة أعيننا بين وبنات. وعلى الله الاتكال ومنه العون.