لا يمكن ان تقضي على ظاهرة التسول في بلد كالسعودية الا اذا وجدت ناحيتان: الاولى : الحزم والمتابعة الوظيفية لمن يقوم بالمهمة!. الثانية : تنفيذ اجراءات صارمة لمن يقوم بالتسول!!. لكني أعود مجدداً لاتساءل لماذا السعودية، الا بوجود متسولون في كل أنحاء العالم، وهل انعدم التسول في بلدان كأمريكا واليابان او بعض دول اوروبا المتقدمة، يقال بأن السعودية بلد الغنى، واقول الا يوجد فقراء في السعودية، وبالتالي هل انعدم الفقراء والفقر في الدول المتقدمة. ان اشد ما يؤلمنا ان نركز على وتيرة واحدة باننا أغنياء او بلد الاغنياء، وهذه الاغنية تزيد من كآبتنا، اننا مثل بقية المجتمعات التي خلقها الله سبحانه وتعالى فيها الغني وبها الأوساط البينية ومعها نسبة من المستويات المتدنية هكذا هي الحياة. لكن بطبيعة الحال ماذا يمكن أن نعمل لقاء القضاء على التسول ونحن نرى ان التسول انواع، وان التسول لم يكن للفقراء والمحتاجين وحدهم، وان التسول أحياناً يكون مرضاً اجتماعياً حتى لبعض الأثرياء، اما سمعتم أو قرأتم عن اثرياء يتعاطون السرقة، ولذلك نرى أن ظاهرة التسول لها انعكاسات خطيرة على المجتمع تكمن في قلة تماسكه، قلة اخراجه للزكاة المفروضة، قلة بحثه عن المحتاجين في مساكنهم، قلة التعاون الاجتماعي المكتسب دينياً وحضارياً وتربوياً ، ومع هذا نرى بين كل منعطف متسولون ومع كل اشارة مرور ضوئية اكثر من متسول ذكورا واناثا وفي جوانب من المساجد والاسواق من يتعمد التسول، وزاد على هذا ان انقلب الحال الى زيادة في (الاناث) المتسولات تجدهن بعباءاتهن يعرضن اصحاب السيارات للمخاطر، ويتعرضن هن انفسهن للاذى، حتي ان الظاهرة اخذت منعطفاً آخر، اذ لوحظ أن السيدات يتسولن عن طريق الهاتف الجوال فيما بينهن، والظاهر ان هناك عصابات تكونت لاداء هذه المهمة، وان هذه العصابات بدأت تنظم نفسها في اداء غير مسبوق باستخدام التقنية الرقمية في التسول في اجتماعاتها، لصوص الكترونيون يمارسون السرقة من المجتمع، ويعرضون المجتمع للنقد والذل والمسؤولية. ثمه سؤال مهم جداً يقول : أين المسؤولون عن هذا الوضع المدهش جداً، فمنذ اكثر من خمسة عقود واوضاع التسول تزداد وتتحسن بل وتتطور لصالح المتسولين بينما لم أجد دورا للمسؤولين يتكلم عن التغيير، وعن ماذا خطط للقضاء على هذه الظاهرة المؤلمة؟. اقول مؤلمة لان فيها لصوصية، وفيها اخفاء للحقيقة، حقيقة الوضع، حكى لي الكثير من الزملاء عن قصص مثيرة ومدهشة عن متسولين يملكون ثروات طائلة تصل الى مئات الألوف ووجدوا امرأة بجوار الحرم الشريف ومعها كيس مليء بالنقود به اكثر من مائتي ألف ريال وعملات أخرى، وامرأة اخرى لقيت ربها اكتشفوا في سكنها اكثر من نصف مليون ريال. ومحتالون وعصابات قادمة من دول عربية واسلامية تضع تنظيماً للتسول والسرقات أيام الحج، واصبح شغلها الشاغل الآن استغلال موسم العمرة، وهكذا تمضي هذه الشرائح دون ان تعيرها جهات الاختصاص أي شيء، بل هي تتركها تتصرف كما تشاء سواء في وجه النهار ام تحت اضواء الليل. ان هذا الشىء موجود في كل بلاد العالم رغم وسائل محاربتها حتى في لبنان او بيروت التي زعم صديقنا خالد الحسيني بانها معدومة من المتسولين لانه لم ير الا احد الشوارع الأمامية الثرية ولم ير خلفه وليته تجول في منطقة الحمراء وحدها بكل فروعها وتشعباتها لوجد من يعطله حتى في احتياجاته الخاصة، اننا في أشد الحاجة الى كبح جماح هذه الظاهرة والتشديد عليها وتوظيف المهام بكل ثقة وامانة صباحا ومساء وليت الجهات المسؤولة تضع خطاً ساخناً للمواطنين للابلاغ الفوري عن اي حالة وموقعها، بقى أن تستعد هذه الجهات اذا رأت تنفيذ هذه المهمة، حتى لا تقع في دائرة ان جميع المآمير مشغولون او في الصلاة، او في حالة طارئة والله المستعان. للتواصل : [email protected]