تحتفي الجامعة العربية المفتوحة يوم الأربعاء القادم بإطلاق مشروع مبانيها ، في خطوة توصف بأنها ترسيخ لاستقرار التعليم المفتوح عربياً. وقد اكتملت الترتيبات لافتتاح مبنى فرع المملكة الأردنية الهاشمية ، خلال الاحتفال الذي يقام في العاصمة عمان ، برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله ، وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز ، رئيس مجلس أمناء الجامعة ، رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية (أجفند). ويعد افتتاح مبنى فرع الأردن البداية لاكتمال المشروع الذي يجري في المقر الرئيس للجامعة بدولة الكويت والفروع السبعة للجامعة في كل من البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ومصر ولبنان إضافة إلى فرع الأردن وفرع الكويت.. ووضعت الجامعة العربية المفتوحة ، و(أجفند) ، ممول الجامعة ، اللمسات الأخيرة لتنظيم احتفالية تعكس رسالة الجامعة وتوجهها لجميع الدول العربية. ويرى متابعون لمسيرة الجامعة العربية المفتوحة أن تنفيذ مباني المقر الرئيس في الكويت ومباني الفروع السبعة.. مؤشر لاستقرار الجامعة ، ووضوح الرؤية لمستقبلها. وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز ، مستشار رئيس مجلس الأمناء ، رئيس الهيئة الاستشارية للمشروع إن مشروع المباني يتقدم باطراد مشيراً إلى أن افتتاح مبنى فرع المملكة الأردنية الهاشمية برعاية جلالة الملكة رانيا ، الرئيس المشارك لمجلس الأمناء ، هو الخطوة الأولى ، وستفتتح مقار الفروع الأخرى في الدول العربية التي بها فروع تباعاً. وسيعقد صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز عقب حفل الافتتاح مؤتمراً صحفياً للحديث عن الجامعة العربية المفتوحة ، التي تعد مؤسسة غير ربحية تعنى بالتعليم الجامعي المفتوح ، وتم تأسيسها من قبل خلال برنامج الخليج العربي لدعم الأممالمتحدة الإنمائية ‘'أجفند'' ، بمبادرة من الأمير طلال بن عبدالعزيز. يذكر أن جلالة الملكة رانيا العبدالله وصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز أرسيا حجر الأساس لفرع الجامعة العربية المفتوحة في الأردن في يونيو 2007م ، على قطعة أرض تبرعت بها الحكومة الأردنية لإقامة مقر فرع الجامعة عليها ، بمساحة تقدر بحوالي ثلاثة عشر ألف متر مربع بمنطقة طارق. وقد بدأ مشروع مباني الجامعة العربية المفتوحة من خلال حملة تبرعات أطلقتها الجامعة وافتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، بتقديم مائة مليون ريال ، وقدم الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة ، تبرعاً شخصياً بمبلغ (37) مليون ريال دعماً لإنشاء مباني الجامعة العربية المفتوحة ومنشآتها. كما وجه سموه (أجفند) بتقديم قرض ميسر للجامعة بقيمة (37) مليون ريال. وتجاوب مع حملة التبرع لمشروع مباني الجامعة عدد من رجال الأعمال العرب والشركات والبنوك. وضمن برنامج حفل الجامعة ينظم( أجفند) زيارات للصحفيين المدعوين للمناسبة إلى عدد من المشروعات التنموية التي نفذها في الأردن بشراكة مع الحكومة الأردنية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.. وفي مقدمة تلك المشروعات (أول بنك للفقراء في الوطن العربي) ، والبنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة ومشروع رياض الأطفال. جدير بالذكر أن الجامعة العربية المفتوحة حققت درجة عالية من القبول والإقبال في المجتمعات العربية ، ويتزايد الطلب على إدارة مجلس الأمناء لإقامة فروع جديدة. ويتوقع أن تنضم اليمن وفلسطين إلى الدول العربية التي بها فروع للجامعة. وباشرت الجامعة العربية المفتوحة التدريس عام 2002م، واحتفت بتخريج الدفعة الأولى من طلبتها في مايو 2006م في دولة الكويت ، كما تم تخريج دفعات في الفروع الأخرى. وتوفر الجامعة التعليم الجامعي للطلبة العرب عن بعد بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الجنس أو السن أو أية معوقات أخرى ، تواجه التعليم التقليدي ، إذ يجمع نظامها التعليمي ما بين الطرق التقليدية ‘'اللقاء المباشر بين الطلبة والأساتذة'' واستخدام الوسائل الالكترونية والتواصل عبر الشبكة العنكبوتية ‘'الانترنت''. وترتبط الجامعة العربية المفتوحة بالجامعة البريطانية المفتوحة ، إذ تعتمد ‘'الأخيرة'' برامج ‘'الأولى'' الدراسية وتمدها بالمواد التعليمية ، بحيث يحصل الطلبة على شهادة معتمدة من الجامعة البريطانية المفتوحة. وللجامعة علاقات مع جامعة هارفارد ، وعدد آخر من مؤسسات التعليم العالي المرموقة. وتزايد عدد الطلبة الملتحقين بفروع الجامعة الستة ، ففيما كان إجمالي الطلبة الملتحقين بالجامعة عند المباشرة في التدريس (3111) ، ارتفع العدد ليصبح (29492) طالبا وطالبة ، موزعين بواقع (5286) في الفرع الرئيسي و(4036) في فرع لبنان و(2400) في الأردن و(1454) بالبحرين و(13251) في المملكة العربية السعودية و(1463) في مصر. وتبلغ نسبة الطالبات بين منسوبي الجامعة 50.91%. وتم حتى الآن تخريج 8883 في فروع الجامعة. وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) منظمة إقليمية تنموية غير ربحية ، تأسست عام 1980م ، بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود ، وبدعم وتأييد من قادة دول الخليج العربية (الإمارات العربية المتحدة ، مملكة البحرين ، المملكة العربية السعودية ، دولة قطر ، سلطنة عمان ودولة الكويت) التي تشكّل عضويته وتساهم في ميزانيته. أما برنامج الخليج العربي ( أجفند) الذي تبنى الجامعة العربية المفتوحة وقام بتمويل تأسيسها ، فهو منظمة تنموية أسسها الأمير طلال بن عبدالعزيز عام 1980 بشراكة مع دول الخليج العربية. ويهدف أجفند إلى دعم جهود التنمية البشرية متضمنة محاربة الفقر ، والنهوض بالتعليم ، وتحسين المستوى الصحي ، ودعم البنيات المؤسسية وتدريب العاملين بالتركيز على الفئات الأكثر احتياجاً في الدول النامية خاصة النساء والأطفال ، دون أي تمييز. وأسهم أجفند منذ إنشائه وحتى عام 2010م ، في دعم وتمويل 1264 مشروعاً في132 دولة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية ، وذلك من خلال تعاونه مع 27 منظمة أممية ودولية و22 منظمة إقليمية و240 جمعية أهلية عربية ، إضافة إلى عدد من الجهات الحكومية والمنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية الأخرى. وفي إطار جهوده لمأسسة العمل التنموي ، أنشأ أجفند عدداً من المنظمات العربية الإقليمية المتخصصة ، هي المجلس العربي للطفولة والتنمية بالقاهرة ، ومركز المرأة العربية للبحوث والتدريب بالقاهرة ، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية بالقاهرة ، وبنوك الفقراء في الوطن العربي والجامعة العربية المفتوحة. وانطلاقا من إيمانه بأن إبراز التجارب التنموية الرائدة ونشر أفكارها الإبداعية بين العاملين في مجال التنمية من شأنه أن يعزز تبادل الخبرات ويدعم وضع منهجيات أفضل للتصدي للمشاكل المعقدة للفقر والإقصاء والتهميش الاجتماعي الاقتصادي للفئات الضعيفة ، فقد أنشأ أجفند “جائزة برنامج الخليج العربي لمشروعات التنمية البشرية الريادية” بهدف استكشاف أفضل المشاريع التنموية التي تسهم في تحقيق أهدافه ومن ثم تكريمها على أمل أن يكون في جوانبها الإبداعية ما يشجع على تنفيذ مشاريع مماثلة في مناطق أخرى. وجائزة أجفند هي مكافأة مالية سنوية قدرها 500.000 دولار أمريكي موزعة على أربعة فروع. وموضوع جائزة عام 2010م هو ( تنمية المجتمعات النائية والريفية من خلال تقنية المعلومات والاتصال ).