يفتتح معالي الدكتور عبدالعزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام مساء اليوم الأربعاء في صالة أتيليه جدة للفنون الجميلة بمدينة جدة المعرض الشخصي للفنان التشكيلي المغربي محمد الشهدي تحت مسمى ( العين نصف الحياة ) ويضم المعرض حوالي أربعين عملا . . بمقاييس مختلفة تعتبر مضامينها امتداداً لتجربته قبل الأخيرة . . ومحور تجربته الحالية هو العين كمفهوم شامل وبتقنية حروفية . الفنان التشكيلي المغربي محمد الشهدي ثمن رعاية وافتتاح معالي الدكتور عبدالعزيز خوجه لمعرضه وقال : أشعر بالفخر أن يشرفني بالافتتاح وزير الثقافة والإعلام في هذا البلد الطيب الذي أكن له كل الحب ، ناهيك أن المفتتح كذلك شاعر مبدع من الطراز الرفيع. يذكر أن أعمال الشهدي حظيت باهتمام العديد من النقاد العرب ومنهم الناقدة التشكيلية السعودية فوزية الصاعدي التي كتبت عن أعماله قائلة : يعيش الشهدي مع حروفه رحلة وجدانية يستشعر مع كل حرف دفء العواطف وصدق الانتماء ففي كل لوحة تقرأ قصة أو قصيدة شعرية , حتى أن حروفه أحياناً تظهر بشخصيات مختلفة فتراها مرة قوية وأحيانا خائفة مترددة فتذوب في ألوانه حتى تتلاشى وتظهر أحيانا أليفة أو عدوانية تماما مثل الإنسان الذي يظهر في بعض أعماله على شكل هيئة بشرية خالية من جميع الملامح إلا من الحروف التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يعبر عن نفسه وبها يصل إلى الآخرين .. فهو فنان متأمل لكل ما حوله ويستعيد كل ما يراه حتى عندما نتأمل لوحته نرى البيئة المعمارية المغربية والجدران ذات الشقوق والتصدعات حتى ما يخلفه البشر على الجدران .. وتمضي الناقدة التشكيلية السعودية قائلة : هناك بعض العلامات والمفردات التي يمكننا قراءتها وملاحظتها مباشرة على سطوح أعمال الشهدي فنجد لمسات وإبداعات المعمار المغربي من فنون الخشبيات, التي تتكرر في أعماله , وبين فنون الجص والأشرطة الجبسية المزخرفة والسيراميك والألوان البديعة التي تحفل بها الجداريات والمنمنمات الأرضية, مما يجعل البيت المغربي آية من آيات السكن والراحة النفسية بالإضافة إلى الحرف العربي الجميل فهو يعود إلى الحروف أو حتى أجزائها وحليها يطوعها كيفما يشاء يميل أحيانا إلى نوع معروف ولكن دون أن تؤلف خطوطه أية عبارة مقروءة وقد تتشابك حروفه وترد مقلوبة أو مائلة لكنها في النهاية تركيباته خطية مرئية ولكن غير مقروءة , حروفه حافلة بالديناميكية فتشعر بحركتها وهي جامدة باستدارتها وانحنائها وتشابكها لتعطينا إيقاعاً جميلاً يتخللها فراغات صامتة كثيراً ما يملأها ببعض الزخارف الدقيقة يظهر في لوحاته التضاد والتنوع في الألوان المستمدة من بيئة المغرب بألوانها كألوان التربة والصخور والأشجار والزهور الغنية بالألوان المختلفة والمتنوعة فنجد التضاد مثلاً بين اللون البني المحمر والزعفراني واللون الأخضر العشبي.. أما اللون الأبيض والبيج فهي من الألوان التي تتوفر بكثرة في الطراز المعماري المغربي والتي غالبا ما تكون ملونة بألوان فاتحة كاللون الأبيض الناصع. الجدير بالذكر أن التشكيلي المغربي محمد الشهدي فنان متعدد المواهب فهو شاعر وروائي وكاتب قصة له إصدارات أدبية عديدة منها (أوراق من دم متجدد –ديوان شعر ) و( الهجرة إلى الرحيل –قصص) و( سباحة الغرقى –رواية ) و( شىء كالسر –قصص ) وبراعة الفناء –ديوان شعر عن الانتفاضة الفلسطينية ) و (مواعيد الظل – قصص) و(رفات –شعر) و(رحمة س- رواية ) و( ورود على محرقة الاشتهاء – ديوان) وله مؤلفات تحت الطبع من جزءين ( السيرة الذاتية -الرعدة) . كما عمل الفنان محمد الشهدي أميناً للمكتبة المحمدية بمدينة سلا بالمغرب في الفترة من 1981-1990 م وعضو مؤسس لجمعية نهضة الفن التشكيلي المغربي وأقام العديد من المعارض الشخصية في المدن المغربية والأوروبية ومدينة جدة حيث يقيم منذ عشرين عاماً بالمملكة العربية السعودية.