دائماً ..نجد أن الاعلاميين يواجهون مسؤوليات كبيرة ومضيئة خلال مشوارهم العملي ولأن العمل الاعلامي بشكل عام يعتمد على الابداع ..والابتكار ويلتزم بمواعيد محددة لا تقبل التأجيل ..ولا تعترف بالظروف ..فانه يتطلب تضحية كبيرة ويحتاج إلى توافر حريص وإلى التزام دؤوب. وهناك عشرات ..بل مئات ..وآلاف الاعلاميين قدموا سنوات أعمارهم ثمناً لنجاحاتهم ..وضحوا بكل مسرات الحياة من أجل بلوغ العمل الأكمل والأنجح. وكلنا يعرف بأن ساحات العمل الاعلامي الضاجة بالشهرة تظل أيضاً ضاجة بالمنافسة الشديدة من أجل اثبات الوجود والتثبت وسط قوافل الطامحين إلى ادراك الشهرة والتمتع بالخصوصية التي يتميز بها الاعلاميون في كل مكان ..وعلى أي صعيد. ومن هنا كان المنافسون يختلفون ..فمنهم المقتدر المؤهل ..ومنهم الموهوب الطامح ومنهم عاشق الأضواء والشهرة وحسب!! وهذا يؤدي إلى شراسة المنافسة وعدم سويتها في كثير من الأحيان ..ومن هنا للأسف الشديد بدأت ثغرات وثقوب كبيرة وكثيرة تسلل من خلالها طلاب الشهرة الذين لا يملكون الاقتدار ..ولا يتمتعون بالموهبة..وكل الذي يعتمدون عليه (الواسطة) التي قد تصل بهم إلى مواقع أكبر منهم ومن غترهم المنشاة وأقلامهم المذهبة..وثيابهم الثمينة!!. لكن الاعلاميين الموهوبين المقتدرين يظلون هم القناديل التي تضيء إبداعاً .وهم الشموع التي تتوهج نجاحاً ..فالاعلام ليس شهادة وحسب .. وليس رغبة في الشهرة وحسب ..وليس أناقة وحسب ..بل الاعلام أولاً..ورابعاً ..وعاشراً ..موهبة تصقلها التجربة وتدعمها الثقافة والشهادات وتضعها على ضفاف النجاحات، الحنكة والمثابرة ..والالتزام. وهؤلاء كما قلنا يقدمون سنوات عمرهم ثمناً لركضهم وحبهم للعمل ..واخلاصهم لمسؤولياتهم من أجل تقديم عمل اعلامي ناجح يخدم الوطن والمجتمع. ولأن هؤلاء يواجهون مثل كل الناس هموماً مختلفة من الحاجة حيناً ..ومن المرض في معظم الأحيان ..فان من الأوفق في تصوري أن تكون لهم عناية خاصة ..واهتمامات دائمة ومتابعة لحياتهم وما قد يقعد بهم حيناً ويجعلهم يعانون من المعاناة بشكل لافت وأهم تلك المعاناة المرض لا قدر الله. وقد رأينا في مرات كثيرة عدداً كبيراً من الاعلاميين سواء في الصحافة أو الاذاعة أو التلفزيون وقد قهرهم المرضى وأقعدهم بعد أن كانوا ملء السمع والبصر وبعد أن قدموا عرقهم وصحتهم وحياتهم فداء لمسؤولياتهم الاعلامية. فلماذا لا يتم مد يد العون لهؤلاء مكافأة لهم على مشوارهم العملي الاعلامي الطويل ..لماذا لا تتكفل الجهات المسؤولة بتنظيم معين وأسس واضحة برعايتهم ومحاولة مسح دموعهم؟!. لقد قرأت في العدد الأخير من مجلة (رؤى) الحوار الذي أجرته الزميلة مع الاعلامي المعروف الأستاذ (جميل سمان) وطرح من خلاله معاناته مع المرض ومناشدته لخادم الحرمين الشريفين بتوفير سكن له ولعائلته ليكون عوناً لهم على ظروف الحياة. نعم جميل سمان صاحب الابتسامة المشرقة المذيع الناجح الذي ظل سنوات طويلة يقدم لنا ابداعاته يعيش اليوم ظروفاً صعبة جديرة بأن تجعلنا نفكر كيف نرعى جميل سمان وكل الاعلاميين الذين يواجهون ظروف العوز والمرض ..فهل نفعل؟!. آخر المشوار قال الشاعر: وأنا الحزن من زمان صديقي وقليل في عصرنا الأصدقاء