ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من مبعوث له لدى منظمة المؤتمر الإسلامي يعبر عن رغبة حقيقية في تواصل جاد مع العالم الإسلامي ..وهذه الخطوة وإن جاءت متأخرة إلا أنها مؤشر ايجابي لما سبق وأن أعلن عنه الرئيس الأمريكي في مستهل ولايته من افتتاح صفحة جديدة مع العالم الاسلامي وهي خطوة أكد عليها مجدداً في خطابه التاريخي من القاهرة ولكن منذ ذلك التاريخ لم يتسارع الايقاع من أجل تنفيذ ما وعد به أوباما. وربما تكون هناك دوائر ضغط سعت وتسعى لعرقلة أي اتجاه لتطبيع أمريكي مع العالم الاسلامي، وظهرت هذه العرقلة في مواقف كثيرة بدأت في محاولة السلام التي كان أوباما نشطاً في احداث اختراق ايجابي بشأنها وفشلت في التعامل بدبلوماسية في كثير من قضايا المنطقة. ولكن بتعيين مبعوث له لدى منظمة المؤتمر الاسلامي أعاد أوباما الأمل مرة أخرى في أن يترجم ما قاله أوباما في خطابه التاريخي بالقاهرة إلى واقع عملي. وعلى كل فإن المشوار لازال طويلاً أمام أوباما لوضع لبنات تعيد الثقة في ما سبق وأن تعهد به ..فالعالم الاسلامي يتطلع إلى سلام دائم بمنطقة الشرق الأوسط يعيد الحقوق كاملة إلى أهلها وأمريكا هي الدولة الوحيدة التي في امكانها المساهمة في سلام كهذا بحكم ما يمكن أن تمارسه من ضغط على اسرائيل، وفي غياب سلام كهذا فإن الثقة ستكون ضعيفة في أي جهد أمريكي من أجل تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي.