انعقدت في العاصمة السودانية الخرطوم أمس قمة سودانية تشادية تعتبر في غاية الأهمية مع ما يتزامن من جهود لتسوية مشكلة دارفور التي أقضت العالم لفترة ليست بالقصيرة ، ومما يؤكد على أهمية هذه القمة أنها جاءت بمبادرة من الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي أكد حرصه على طي الخلاف مع السودان بعد فترة عصيبة من الخلاف وصل فيها الخلاف بين الطرفين مداها حيث دعمت الخرطوم المعارضة التشادية للاطاحة بادريس ديبي في هجوم وصل إلى انجمينا بل إلى القصر الرئاسي ، كما دعمت تشاد حركة العدل والمساواة التي وصلت بهجومها إلى أم درمان في مايو من عام 2008م، وتواصل التراشق الاعلامي بعد ذلك ، ونقض الكثير من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في الرياض وطرابلس وداكار. ولكن حرص الرئيس التشادي على الحضور بنفسه للخرطوم يعبر عن رغبة صادقة هذه المرة في ارساء اتفاق جاد وربما تكون هذه الزيارة قد تمت بالتنسيق مع فرنسا التي سعت كثيراً من أجل مصالحة سودانية تشادية تجنب المنطقة أجواء عدم الاستقرار وتساهم في حل مشكلة دارفور، ومن شأن هذه الزيارة أن تضفي نوعاً من الجدية على المفاوضات المنعقدة في الدوحة، خاصة وأنها جاءت بعد زيارة للبشير للدوحة هدفت أيضاً إلى دفع مفاوضات الدوحة في ظل اهتمام عالمي لنجاحها. عموماً فإن زيارة إدريس ديبي ستكون خطوة مهمة في علاقات البلدين ودفعة مهمة لجهود السلام في المنطقة ، وستشكل حافزاً قوياً للحركات الدارفورية لتوحيد موقفها في كيان واحد أو توحيد للرؤي من أجل السلام الذي بات مطلباً ملحاً.