بدأت الأنباء تتسرب في الاونة الاخيرة عن الاليات التي قد تعتمد احداها في نظام احتساب النقاط ضمن بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد في موسم 2010 (تنطلق في 14 مارس المقبل في البحرين) بعد ان كان المجلس العالمي التابع للاتحاد الدولي للسيارات (فيا) والذي يشرف على السلسلة قرر في 11 ديسمبر الماضي تغيير النظام المتبع حاليا. واعلن الاتحاد الدولي في بيان في حينه: نظرا لتوسيع جدول الانطلاق ليشمل 13 فريقا (26 سيارة بدلا من 20) وتلبية لتوصية من لجنة فورمولا واحد، سيطبق نظام جديد لاحتساب النقاط في بطولة 2010 دون اعطاء مزيد من التفاصيل. وكانت لجنة من فورمولا واحد والاتحاد الدولي للسيارات ضمت شخصيات بارزة في عالم السباقات (اصحاب اسهم في الفرق ومنظمون ومزودون بالمعدات ورعاة) اقترحت نظاما يقضي بمنح صاحب المركز الاول في كل سباق 25 نقطة مقابل 20 للثاني و15 للثالث و10 للرابع و8 للخامس و6 للسادس و5 للسابع و3 للثامن ونقطتين للتاسع ونقطة واحدة للعاشر مع العلم ان النظام المتبع حتى نهاية الموسم الماضي كان يقضي بحصول السائقين الثمانية الاوائل على 10 و8 و6 و5 و4 و3 و2 ونقطة واحدة على التوالي. ويبدو ان النظام المقترح سقط بعد اقل من شهرين على ولادته اذ عبرت اكثر من جهة عن رغبتها في منح الفائز بالسباق دعما اضافيا وفارقا اكبر من النقاط (7) على حساب وصيفه. انصار هذه الالية طرحوا توزيع النقاط على الشكل التالي: 25 للاول، 18 للثاني، 15 للثالث، 12 للرابع، 10 للخامس، 8 للسادس، 6 للسابع، 4 للثامن، 2 للتاسع، ونقطة واحدة لصاحب المركز العاشر. ويميل رواد هذا النظام الى تفعيل المنافسة على المركز الاول ودفع السائقين الى الابتعاد قدر المستطاع عن الاكتفاء بجمع النقاط من هنا وهناك. واشار احد الفاعلين في اللجنة، والذي يمثل فريق رد بول، الى ان توسيع الفارق النقطي بين الفائز بالسباق ووصيفه يمثل فكرة رائعة خصوصا ان منح البطل المزيد من النقاط سيدفع بالجميع الى المنافسة بقوة وجدية سعيا لانهاء السباق في المركز الاول. واضاف: لا تتركز المسألة في ان السائقين لا يرغبون بالمخاطرة لاحتلال مراكز متقدمة، ولكن عندما يكون الفارق بين صاحب المركز الاول وصاحب المركز الثاني نقطتين فقط، فإن المنطق يفرض نفسه وتصبح المخاطرة غير واجبة. ان من شأن اعتماد النظام الجديد ان يخلق حافزا امام السائقين لبذل المزيد من الجهد، ولا شك في ان ذلك سينعكس ايجابا على سخونة المنافسة والسباقات. من جانبه، قال مارتن ويتمارتش، كبير القيمين على فريق ماكلارين مرسيدس، انه لم يكن شخصيا مقتنعا بضرورة تعديل نظام منح النقاط، بيد انه سيكون من داعميه حتى النهاية، واضاف: اعتقد بأن تعديل نظام النقاط لن يحمل في طياته تبدلا كبيرا على فورمولا واحد. اعتقد بأنه كان يتوجب ان يمس التعديل الانظمة التي تؤول الى منح السائقين قدرة اضافية على تجاوز بعضهم البعض خلال السباقات، وهنا يمكننا ضمان الحصول على المتعة المبتغاة والمنافسة القوية. اما روس براون، مدير فريق مرسيدس جي بي، فيرى ان الالية التي اقترحت في البداية شابها تفاوتا في النقاط بين مركز واخر مقارنة بمركز واخر. وبالتالي، يجب اعتماد الالية الجديدة الاكثر منطقا من قبل لجنة فورمولا واحد. في المقابل، رفضت اللجنة اقتراح منح نقطة واحدة للسائق الذي ينتزع المركز الاول في التجارب الرسمية وبالتالي المركز الاول على خط الانطلاق، كما اسقطت فكرة منح اي نقطة للسائق الذي يسجل افضل توقيت للفة الواحدة في كل سباق. وحول هذا الجانب بالذات، قال الاسباني فرناندو الونسو، بطل العالم 2005 و2006، وسائق فيراري الجديد: من المؤكد ان حصول السائق الذي يفوز بالتجارب الرسمية على نقطة او اثنتين سيكون امرا ممتازا ومشجعا. والامر نفسه ينطبق على منح النقاط لصاحب اسرع لفة. وثمة اقتراح آخر يتمحور حول اجبار السائقين على التوقف مرتين في السباق على اقل تقدير، وقد جرى تداول الموضوع بين اعضاء اللجنة بيد ان الفكرة بقيت حبرا على ورق. ويصر البريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لسباقات فورمولا واحد، منذ فترة على ادخال تعديلات، تارة ثانوية وطورا جوهرية، على بطولة العالم، وهو انكب قبل سنتين على دراسة فكرة تتمثل في منح لقب بطل العالم الى السائق الذي يفوز بالعدد الاكبر من السباقات في الموسم الواحد بدل العودة الى احتساب النقاط التي تمنح للسائقين بختام كل جائزة كبرى. ويبدو ان ايكليستون رغب خلال تلك الفكرة في اجبار السائقين على بذل اقصى ما لديهم خلال السباقات بدل اقدامهم على الدخول في معمعة احتساب النقاط بهدف احياء البطولة بيد ان الأزمة المالية العالمية التي هددت استمرار سلسلة الفئة الاولى في فترة من الفترات حيدت الرجل عن التمسك بمقترحاته. وكان ايكليستون نفسه حامل راية تحديد هوية بطل العالم بالاستناد الى عدد الميداليات التي يستحصل عليها خلال الموسم وليس الى عدد النقاط غير انه فشل في فرض اقتراحه نتيجة الرفض الذي لاقاه من قبل (فيا) والفرق على حد سواء. وعلى غرار غالبية الرياضات الاخرى، رأى ايكليستون انه يتوجب حصول السائقين الثلاثة الاوائل في كل سباق على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية بدلا من عشر وثماني وست نقاط على التوالي. وفي حال طبقت فكرة (البريطاني العجوز)، فان السائقين الذين يحتلون المراكز من الرابع حتى الثامن ما كانوا ليحصلوا على اي نقطة. وكان ايكليستون مصرا على طرح فكرته معتبرا ان اعتمادها سيرفع من حماسة السباقات وسط سعي السائقين الى احراز الانتصارات بشكل اكبر، وبات مقتنعا بها اكثر من اي وقت مضى اثر فوز البريطاني لويس هاميلتون (ماكلارين مرسيدس) باللقب العالمي على حساب منافسه البرازيلي فيليبي ماسا (فيراري) رغم ان الاخير توج بعدد اكبر من السباقات مقارنة بالاول وذلك في موسم 2008 (ستة انتصارات مقابل خمسة)، غير انه فشل في الحصول على الدعم اللازم لشرعنتها.