رماله سئمت خطاه وهي تتأوه تحت وطأة شمس متسكعة . تتلوى وتتمطى وتترنح كدمعة قد اختلط سائلها بظل صمت لم يفرح قط بقرع الطبول فقد حاول في عصر الكرامة أن يبيع العظام والنخالة .. أخطأت عواطفه المتجعدة الشقية أن تشتري تفاصيل الصداقة فقد أباح لها دم الدنيا قبل أن تراوغه بعطش العلاقة .. عذاب لم ينهض من اسره حينما أهدى القلادة .. ماذا ألم بك أيهاالناعس الضاحك في دنيا البلاده .. لقد أردت الضوء وكيف لك أن تدب فيه والريح تحاصرك في خواء وجسدك عارٍ يشتهي أن يصيح في وجه الظمأ ليخبر كل العابرين من هنا عن برد السحابة عن قمة الأعناق وهي مطرقة في هجيع الليل على شهقة ربابه . ماذا أبقيت أيها المسكين حتى تسد رمقك وتستر عورتك فنوى التمر قد تحتاجه لتصفه في بئر أحزانك وتزلزل به نافورة الأشواق الملونة والتي تعزف لك الأغاني عند أصابع قدميك وتلك هي حالها فلا غرو وأنت من عشاقها أن تغرس في صدرك الشجر ليترنح بين كفيك القمر ولكن أيها المارد الجميل حينما يبتل وجهك بالضجر ولم يبق لديك إلا القليل القليل من الأثر سوف تعاود التحديق في وجه القصيدة وتمد يدك إلى تلك الجذور القديمة الخالية من علامات هذا الزمن النافق وهي لاتريد كما أمطرتها بإذن منك ومباركة من دواة محبرتك بقليل من النوى وعظام كانت مكسوة بزغب الدراق الأخضر المليئ المستدير عندئذٍ أيها الطفل الواثق وأرجو أن تكون كذلك حينئذٍ فلن تكون في عزلة الفصل الغارب أو في غربة الشفق الهارب وسوف تكون في زمني الحاضر صديقاً ينكح لك ظلال المكان بضوء طاهر لايضيق في الأفق وضمير يخشاه كل من يطرق الحب الطفولي بابه وأرجو أن تقذف المراثي كل من أحاط أو يحيط بك عبر دمعة تائهة غابت في فلاة الضجيج وانسكب ماؤها وخرست في موسيقي متمردة أو ربما استقرت في ابتسامة ضوء باردة ولك أن تختار مابين المنتحبين من تعتقد بأنهم أصدقاء وشاعر بريء لايستطيع بينهم البقاء وإلى أن تختار أيها القدر العاجي فدعني أغني لالمي أنشودة الشتاء فقد حاول النسيان داخلي أن يخمدها وقد ابطأ وأعذرني أيها المارد فقدْ فَقَدَ البوح عزلته وأفاقت زوايا الصمت ولازال الرفاق في المقهى يثرثرون والضجيج من حولهم يسكن العراء وخلف الباب حيث هم لازال الوقت يئن فوق رمل الشمس .. فهل يزدهر اللقاء !!! . ومضة :- من شعر محمود درويش : لوكنتُ صيّاداً لآخيتُ الغزالة “ لاتخافي البندقية ياشقيقتي الشقيّة” واستمعنا آمنين إلى عواء الذئب في حقل بعيد ! .