مدينة جدة صاحبة الرسم الجمالي الانيق والرمز الحضاري التليد هذه المدينة التي أصبحت الآن مترامية الأطراف بمساحتها الشاسعة وعدد سكانها الذين يربون عن المليوني نسمة باتت تبحث لابنائها من اناث وذكور عن مناهل ادبية ومنابع ثقافية لتزود ابناءها مزيداً من الاثراء الفكري التي ظلت تبحث عنه ولا تجده فالنوادي التي تعد على أصابع اليد التي اطلقت على نفسها اسم النوادي الادبية الثقافية لا يوجد فيها سوى البرامج الخصوصية الفردية ذات الصيغة الإعلامية التي يعود بهرجها الى المنفعة الشخصية لا الى الشمولية التي تعود بالمنفعة على شباب هذه المدينة الذين يبحثون عمن يأخذ بأيديهم ثقافياً ولم يجدوه حتى الآن. ما عدا مركز واحد اضحى بارقة امل تلوح لمتعطشي الثقافة الفكرية ولاصحاب الفكر الراقي ممن حملوا على كاهلهم مسؤولية اعلاء هذا البلد الذي رضعوا من لبنه وبنوا لحم أكتافهم من لحمه. هذا المركز الذي أعنيه هو مركز اللواء (الدكتور انور عشقي الذي اشتهرت امسيته الثقافية باسم (الاحدية) فمن شاء له الحظ ان يكون احد افراده المشاركين في ندوته الثقافية يلمس مدى الفرق الشاسع بين هذا المركز الثقافي ذي الاهداف الثقافية المتعددة وبين غيره ذي الاهداف المتفردة. وكيف ان صاحب هذا المركز ذا الاخلاق الفاضلة والثقافة الواسعة يستقبل ضيوفه بكل رحابة صدر ووجه بشوش وادب جم وكرم حاتمي حتى ليذكرك بمجلس (معن بن زائدة الشيباني (في سابق عصره) خلافاً عما يراه الضيف في المنتديات الثقافية الآخرى. ناهيك عما يتم تداوله من تداولات فكرية واطروحات ادبية اضافة الى تداول كل ما يستجد من مشكلات تبحث عن حل وذلك عن طريق استقطاب من لهم علاقة مباشرة بهذه المشكلة من مدنيين وعسكريين واخرها استقطاب (العميد) (محمد بن عبدالله القرني) مدير عام الدفاع المدني بمدينة جدة. هذا العميد الذي جمع في ايهابه كل الثقافة العصرية والنخوة الرجولية والحمية الوطنية والصلابة العسكرية والأخلاق الاسلامية اعانه الله وسدد خطاه على ما كلفته به الدولة بالقيام به وهو أهل لذلك ولا يفوتني ان اشير الى اقطاب رجال هذا المركز الافذاذ من الرجال البارزين ثقافياً والملمين بقواعد آداب الحوار الثقافي وعلى رأسهم المهندس (عبدالله علي سابق) عضو هيئة حقوق الانسان والاديب الكاتب المعروف (عبدالحميد الدرهلي) والمهندس صاحب المواهب المتعددة (عادل عبده) وبعضاً من الأفاضل ممن لا تحضرني اسماؤهم لذا آمل من بقية مراكزنا الادبية الثقافية ان تحذو حذو مركز (اللواء أنور عشقي) في أطروحاتها التي تعود على البلد وشباب هذا البلد من شباب وشابات بالمنفعة الثقافية التي نبحث عنها ولم نجدها إلا في مركز (الدكتور اللواء أنور عشقي). والله الموفق .