نظم (نادي مكة الثقافي الأدبي) ندوة عن (ثقافة العولمة) شارك فيها الدكتور سعيد مصلح السريحي، مساعد رئيس تحرير (عكاظ) والدكتورة خديجة عبدالله الصبان، نائبة رئيسة اللجنة النسائية بنادي مكة، وأدارها الدكتور عبدالله إبراهيم الزهراني ، وكيل كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى ، الذي وصف (العولمة) بطوفان جامح لا تحده الأسوار ولا السدود ..وأنها من أعظم وأخطر متغيرات العصر الحاضر لأنها مدججة بأحدث الأسلحة لتسلب سلطة الدولة لصالح سلطة عالمية ..ودعا الدكتور الزهراني أن نخلع النظارات السميكة في فهمنا لهذه الظاهرة وقراءتنا لها، وأن ننخلع من براثن التآمرية اعتماداً على الظن والتخمين. أما الدكتور سعيد السريحي فقد حذر مما ينتاب العالم اليوم من دوامتين هائلتين تبدوان في ظاهرهما على طرفي نقيض ، بل ربما بدت احداهما رد فعل على الأخرى ..ففي الوقت الذي تجتاح فيه العالم دوامة العولمة ، مدرعة بآلة عسكرية واقتصادية وثقافية هائلة تعاني أصقاع كثيرة في العالم من نمو النزعات القومية والعرقية والدينية، مستعيدة الارث التاريخي والعقدي والثقافي الذين يمايز بين الأمم والشعوب ويحيل ما بينها من توافق إلى تخالف عبر تكريس قيم الاختلاف واستثارة علامات التمايز بينها. ورأى الدكتور سعيد أن ما يشهده العالم اليوم من حروب وصراعات إنما هو المحصلة لاصطدام هاتين الدوامتين ، أو تكامل الدور بينهما. وتحدثت الدكتور خديجة الصبان عن طغيان الثقافة السمعية البصرية ، وما تقوم به العولمة من نفس الروح الإنسانية ، وتلاشي النواحي الأخلاقية والسلوكية. ودعت الدكتورة خديجة إلى تغيير خطابنا الدعوي بالانفتاح الواعي على الاخر، والبعد عن الاستكانة وتغييب العقل، لتكون الأجيال الناشئة واعية بمعطيات العصر، قادرة على المقاومة والتحدي.. التعقيبات.. وقد شهدت هذه الندوة عدداً كبيراً من التعقيبات ، كان من بينها تعقيب الدكتور محمد مريسي الحارثي ، الذي قلل من خطورة العولمة لأنها تحمل موتها في أصلها. في حين دعا الدكتور صالح الثبيتي إلى نشر ثقافة الحب والتسامح ..ورأى الدكتور محمد الزهراني أن العولمة نشأت في رحم الاقتصاد المادي، وليس الاقتصاد الإسلامي ..وأشار الدكتور إبراهيم السهيلي إلى الآية القرآنية الكريمة (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). ووجد الدكتور محمد الثبيتي أن الاختلافات ظاهرة صحية عندما تكون موجهة توجيهاً صحيحاً ..وخشيت الدكتورة انصاف بخاري في أن تؤدي احياء قيم الحرية إلى تضخم (الأنا) وتمنت الدكتورة نائلة لمفون تطوير التعليم في حين رأى الأستاذ خالد سابق أن التمسك بالإسلام حصن من أخطار العولمة.