عاشت مكةالمكرمة ليلة تاريخية من أجمل الليالي التي يتدارس فيها القوم مواقع بعض الأماكن التاريخية التي خلدها ديننا الإسلامي الحنيف من خلال حفل تكريم معالي الشيخ الدكتور عبدالوهاب بن ابراهيم أبوسليمان عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية والتي القى خلالها صاحب فضائل الأخلاق ابو سليمان محاضرة ابرأ فيها الذمة حيث ابان اهتمام السلف الصالح بالآثار النبوية من حيث التدوين والتوثيق لكل ما له علاقة بالرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وحقيقة القول لم أجد افضل مما قدم به معالي الاستاذ الدكتور سهيل بن حسن قاضي رئيس نادي مكةالمكرمة الادبي الثقافي حيث جاء في الاستهلال المبارك (ان الشيخ عبدالوهاب بن ابراهيم ابو سليمان يعد ثمرة من ثمار البلد الأمين ورمزاً من رموز الفكر في أم القرى وعالماً من علماء الفقه الاسلامي الذي باتت آراؤه مرجعاً هاماً فيما يطرحه في المسائل مؤكداً انه عمل على نشر الثقافة الشرعية المعاصرة ليكون احد اقطابها ومرجعاً من مراجعها في المملكة والعالم. كما انه يعد احد ابناء مكةالمكرمة البررة الذين دافعوا عن حرماتها فقد ناضح عن آثارها التي تشكل جزءاً من تاريخنا وتتابعت دراسته عن مكةالمكرمة وحرمها الشريف واعلامها الفضلاء واثاره الناطقة مشيراً الى اننا بحاجة الى درايات الشيخ ذات العلم الواسع والدراية العميقة لما يطرحه التماساً للوسطية والتيسير). انتهى كلام القاضي الذي نزجي له عظيم الشكر والتقدير على هذه البادرة غير المسبوقة في استضافة وتكريم علامة أم القرى الشيخ الجليل ذو الأدب الجم وتواضع الكبار من العلماء . جزاه الله كل الخير على ذلك. وأعود لما اشغل الناس فترات زمنية كادت ان تتلاشى الآثار النبوية التي تحفل بها مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والطرق التي سلكها من نبع الماء من بين راحتيه وظلله الغمام. وصحته وصاحبه حمامه ونسيج مخلوق ضعيف العنكبوت في حادثة تدلل بما لا يقبل مجالاً للشك ان هذا الدين العظيم محفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى. ألم نقرأ في القرآن الكريم هذه الآيات البينات (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين) صدق الله العظيم. هذه الاماكن التي أقسم بها الحق سبحانه وتعالى فالتين والزيتون كناية عن فلسطين وبيت المقدس موضع رسالة نبي الله عيسى عليه السلام وطور سنين الجبل الذي كلم الله عليه نبي الله موسى عليه السلام والبلد الأمين مكةالمكرمة (أم القرى) التي ولد وبعث فيها خاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أليست هذه شواهد قرآنية على أهمية المواقع التي لا يقسم الله العظيم الا بشيء عظيم وحتى الأزمنة لها نصيب في الاهتمام والدلالة (والفجر وليال عشر) وهذه الآية المباركة تدلل على أن الليالي العشر هي الليالي العشر الأولى من ذي الحجة وكذلك (سورة القدر.. الى آخر ما ورد في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وخلاصة القول يجب .. المحافظة على الآثار الاسلامية الخالدة. لتكون شاهدة للاجيال القادمة من بعدنا لمعرفة الشواهد والدلالات لهذه المواقع والآثار النبوية حتى في معرفة قبور الصحابة رضوان الله عليهم كشهداء بدر وموضع امنا حليمة السعدية في الطريق الى المدينة. لندعو لهم ونتعظ من عظمة تلك الأمة التي جاهدت في الله حق جهاده ولا يضيرنا ما يمارسه الأميون والجهلاء من الحجاج أو غيرهم طالما نحن جميعاً نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر وحتى هذه لها ملامح في ديننا الاسلامي الحنيف (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) الآية. ولهذا نؤكد على الدور الكبير الذي تقوم به هيئة الآثار في المحافظة على البقية الباقية من تلك الشواهد الاسلامية، ونحن في المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً قادرون على حماية هذه الآثار من الاندثار، طالما اتفق الجميع على المبادىء الإسلامية الصادقة والنوايا التي تؤاخي ولا تكفر وتفجر وعلينا الدور العظيم في التوعية والارشاد لما هو صحيح وما هو داخل تحت اطار البدع والشرك وحتى الخرافات وهذا ما أكدته في عدة مقالات صحفية ومداخلات تلفزيونية عديدة، ويجب عدم الانتصار لفريق على حساب فريق بحيث يكون الانتماء للاشخاص هو المحرك الأساسي، وهنا قد تقع الكارثة لا قدر الله ويجب ان لا نكون كالهواء مرة ريحاً صرصراً عاتية ومرة نسايم ليل، حتى نثبت وجودنا، ألم نعلم انه حتى العبادات ترد اذا لم تكن خالصة لوجه الله الكريم واذا كانت حتى يقول الناس انه عابد والعياذ بالله. فنحن أمة واحدة ونحن خير أمة أخرجت للناس ونحن القدوة في المملكة العربية السعودية ونحن كالبنيان المرصوص. ونقول اخيراً بارك الله في الجهود الكبيرة التي يقوم بها الأمير سلطان بن سلمان الذي يسعى جاهداً للمحافظة على الآثار حتى قبل عصر النبوة المحمدية في شتى أصقاع بلادنا المترامية الأطراف فمن لا اثار له لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل يمتلك زمامه ليقول نحن أمة الإسلام هنا وبصوت عال بعيداً عن التوتر والتشنج والاهواء. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. للفائدة: للاطلاع على تقرير مصور لحفل تكريم د. عبدالوهاب أبو سليمان بنادي مكة الثقافي العودة للموقع التالي: makkawi.com