يتكشف مع مرور الوقت حجم المأساة الإنسانية في هايتي مع دخول اليوم الرابع من حدوث الزلزال المدمر، حيث تشهد العاصمة المنكوبة بورت أو برانس معاناة حقيقية مع بدء تحلل جثث القتلى بالشوارع. وبينما يتواصل تدفق فرق الإغاثة، توقعت السلطات وصول عدد الضحايا إلى 50 ألف قتيل، في حين تحدثت الأممالمتحدة عن وجود أكثر من 300 ألف مشرد. وقال مصدر مطلع إن حالة من الضياع تعم عاصمة هايتي، مشيرا إلى أن معظم الناس يبيتون في الشوارع أو يهيمون على وجوههم، حيث شاهد آلاف المشردين في ضواحي العاصمة وأحياء مدمرة بالكامل. ووصف المصدر الوضع في بورت أو برانس بأنه معاناة حقيقية بسبب انقطاع الكهرباء باستثناء المطار الذي يستقبل شحنات الإغاثة واتخذته الأممالمتحدة مقرا مؤقتا لها، إضافة إلى الانقطاع الكامل للمياه وشح الغذاء. وتشتم رائحة الموت في عاصمة هايتي التي قضى سكانها ليلة ثالثة في العراء، في حين لا تزال أكوام من جثث القتلى التي بدأت بالتحلل ملقاة بالشوارع. وفي هذا السياق أشار رئيس هايتي ريني بريفال إلى أن السلطات دفنت 7000 قتيل في قبر جماعي. وقال الصليب الأحمر في هايتي إن أرقاما حكومية تظهر أن بين 40 و50 ألفا قتلوا في الزلزال الذي ضرب الجزيرة، في حين توقعت السلطات أن يتجاوز العدد 100 ألف قتيل. . كما أثرت الكارثة على 3.5 ملايين شخص من سكان هايتي البالغ عددهم تسعة ملايين وفق الأممالمتحدة. وفي نفس الإطار ذكرت المتحدثة باسم مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة إليزابث بايرز في تقديرات أولية أن الزلزال تسبب في تشريد 300 ألف شخص في بورت أو برانس. وقدرت المنظمة الدولية بعد مسح جوي للمنطقة المنكوبة أن 10% من المنازل دمرت، مشيرة إلى أن بعض المناطق تعاني من تدمير يصل إلى 50%. وقد حذر موظفو إغاثة من ارتفاع عدد الضحايا إذا لم يتلق عشرات آلاف الجرحى -كثير منهم أصيبوا بكسور في العظام وفقدوا كميات كبيرة من الدم- العلاج الأولي سريعا. وكان مركز الهزة، التي بلغت قوتها سبع درجات على مقياس ريختر الأعنف في قرنين حسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، على بعد عشرة أميال فقط من العاصمة. وأتى الزلزال على آلاف المباني وعلى القصر الرئاسي وعدد من الوزارات إضافة إلى مقر البعثة الأممية المكون من خمسة طوابق هوت وقتلت 36 من أفراد البعثة، بينما ما زال نحو مائتين مفقودين، في حين تواصل دول أجنبية معرفة أنباء عن مواطنيها المفقودين في هايتي. وشملت الكارثة العديد من الشخصيات السياسية، إذ تحدث سفير هايتي لدى ألمانيا جان روبرت ساجيت اليوم أن العديد من الوزراء والشخصيات السياسية البارزة لقوا حتفهم في الزلزال، مشيرا إلى أن بين القتلى وزير العدل بول دينيس والمعارض السياسي ميشيل جيلارد.