هذا مريض يعاني من مرض في الشرايين جلس في بيته شهوراً ينتظر موعداً لاجراء العملية .. وذهب في موعده.. وطلب منه انتظار سرير.. وبعد اسبوعين وجد السرير وحينما عمت الفرحة المريض وافراد أسرته بالرغم من خوفهم على حياته.. فوجىء أن الطبيب سيسافر لبدء اجازته وعليه أن ينتظر. هذه قصة من مئات القصص التي ينتظر فيها المرضى بالشهور ليأتي موعد لدى طبيب الاسنان.. او العيون.. او القلب.. اما العمليات الجراحية.. فهذه قصة أخرى فقد يموت المريض قبل الموعد بشهور. ليس كل انسان مقتدر ليذهب (لمستشفى خاص) ولهذا يذهب المريض غير المقتدر الى (مستشفى حكومي) ويبدأ في معاناة لا يعلم بدايتها وكيفية نهايتها الا الله عز وجل. ذهبت مع مريض لاجراء منظار معدة.. وكان الموعد الساعة العاشرة صباحاً.. وذهبنا مبكراً وقبل الموعد بساعة.. فقالت ممرضة موجودة في غرفة (إجراء المناظير) قبلكم امرأة موعد اجراء المنظار لها الساعة الثامنة صباحاً.. وانتظرنا حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً والطبيب لم يحضر.. مما حدا بطبيبنا بالبدء مع مريضنا.. وبعد الانتهاء جاء الطبيب المقرر له اجراء المنظار لتلك السيدة التي انتظرت ما يقارب خمس ساعات.. فقلت له : لقد انتظرتك هذه السيدة كثيراً يا سعادة الدكتور؟! فقال فعلاً كنت في اجتماع!!. وهنا يأتي السؤال اين احترام الطبيب لمريضه؟! وقبل ذلك اين احترام الطبيب للموعد؟! وهو المفترض به ان يكون قدوة؟ وهل الاجتماع أهم من حياة مريض؟!. ان نقص المتابعة والمحاسبة هي التي تؤدي بالمقصر أن يقصر في عمله.. او أن يتكاسل فيه. وخبر رائع أن تكتشف وزارة الصحة ان هناك (15.000) من كوادرها غير مؤهلين بالعمل في المجال الصحي!!. ولكن الأروع ان تعيد أنظمتها .. ولوائحها... ومواعيدها التي تستمر شهوراً.. وتجد آلية تضع فيها روح الانسان وصحته في مقدمة أولوياتها.. كدور فعلي وليس كشعار يرفع.. فكثيراً ما قرأنا عن شعارات ليس لها على أرض الواقع نصيب.. وأكبر دليل شعارات (الخطوط السعودية) و(الاتصالات السعودية)!!. آخر السطور: قال تعالى : (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) صدق الله العظيم.