عودة الفريق الاتفاقي فارس الدهناء والممثل الشرعي لأندية المنطقة الشرقية إلى دائرة الضوء ووصوله إلى المركز الثامن برصيد 16 نقطة بعد فوزه الأخير على ضيفه فريق الرائد ومن قبل فوزه على فريق الفتح العنيد بثلاثية وخسارته بالتعادل السلبي أمام فريق النادي الأهلي في الدمام هذه العودة المتوقعة لم تكن غريبة بل الغريب هو أن يتواجد فريق عريق مثل الاتفاق في المركز الأخير وقبل الأخير في مرحلة من مراحل الدوري بسبب الظروف التي تكالبت عليه ووضعته في تلك المراكز التي لاتليق باسم الاتفاق ولا بتاريخه ولعل أهم تلك الظروف تتمثل في عدم انتظام اللاعبين الأجانب مع الفريق بصورة مستمرة حيث هرب من هرب وتمرد من تمرد بجانب تواضع مستوى المدرب البلغاري مالدينوف الذي وضح أنه لم يكن في طموحات الاتفاقيين فهو مدرب فاشل ولا يمتلك الفكر التدريبي المتقدم الذي يمكن أن يقود الفريق الاتفاقي إلى الأمام فكان من الطبيعي أن تعمل الإدارة على تسريحه في محاولة جادة لرأب الصدع الذي حدث في صفوف الفريق واحتواء الأزمة الناشبة في صفوف الفريق فكان قرار الإبعاد لمالدينوف والتعاقد مع المدرب الروماني إيوان مارين والذي استطاع وخلال فترة وجيزة أن يعيد صياغة الأشياء ويعمل على ترتيب الأوراق بعد أن قام بتوظيف إمكانيات اللاعبين كل حسب قدراته التي يمتلكها . كما أن الروح القتالية عند اللاعبين قد تبدلت بنسبة وصلت إلى أكثر من 180 درجة بعد ارتياح اللاعبين لطريقة المدرب مارين الذي أكد وبما لايدع مجالا للشك بأنه مدرب من فئة المدربين المميزين القادرين على القيام بدورهم بالصورة المثلى فكان من الطبيعي أن تتبدل النتائج وترتفع الروح المعنوية وتتبدل الصورة القاتمة بصورة إيجابية أجبرت جماهير الفارس على العودة إلى المدرجات. ولعل تفكير الفريق الآن بعد أن تخطى منطقة الخطر ينصب نحو الوصول إلى المراكز الأربعة الأولى التي تتيح للفريق فرصة اللعب في دوري أبطال آسيا رغم صعوبة المهمة إلا أن كل شئ يمكن أن يتحقق متى ماكانت العزيمة متوفرة والإصرار قائماً لدي اللاعبين من أجل الوصول إلى المراكز المتقدمة ولعل الانجاز الكبير الذي قامت به الإدارة في إنهاء تعاقدها مع النجم العماني خليفة عايل ومن بعده المغربي يونس المنقاري وسرعة التعاقد مع اللاعبين المحترفين الرومانيين رودي ودانيل والأمريكي وايت جاكسون ليدل دلالة أكيدة على أن الإدارة تسعى لتوفير المناخ الملائم للمدرب الروماني مارين لكي يواصل مسيرة الإبداع التي بدأها منذ تسلمه مسئولية قيادة الفريق خلفا للمدرب البلغاري المقال مالدينوف. والآن وقد وضحت الصورة وبات الاتفاق في مأمن من شبح الهبوط فان جماهيره تواقة إلى أن يكون للاعبي الفريق بصمة واضحة في مسابقة كأس ولي العهد وبطولة كأس المليك المفدى للفرق المتميزة من دوري زين السعودي بعد أن فقد الفريق فرصة المنافسة على بطولة دوري زين وخروجه المؤثر من بطولته المحببة كأس الأمير فيصل بن فهد وكذلك خروجه الحزين من بطولة دوري أبطال الخليج. وتحضرني في هذه العجالة مقولة لنجم القادسية المخضرم وجدي مبارك الذي التقيته مرة والاتفاق في رصيده نقطتان فقط ويقف في المركز الثاني عشر فقلت له ماذا تقول عن وضع الاتفاق الحالي ومصيره في بطولة الدوري؟ فقال لي أبو مبارك بلغة الواثق (الاتفاق فريق لاينخاف عليه وهو سينهض من كبوته ويعود أقوى مما كان والهبوط لن يكون مهددا به فهو فريق عريق ويعرف مواطئ أقدامه) تذكرت حديث الكابتن وجدي بعد أن عاد الفريق الاتفاقي لوضعه الطبيعي وتحرر من قبضة المراكز المتأخرة إنه الاتفاق وكفى. فاصلة أخيرة رغم كل الاجتهادات التي تقوم بها الإدارة الاتفاقية بقيادة الرئيس الذهبي عبد العزيز الدوسري ورفاقه الأوفياء ورغم انسحاب الراعي الرسمي وبقاء الإدارة بلا معين مالي فإن مؤتمر أعضاء الشرف الأخير والذي انعقد بعد خمس سنوات عجاف فإن كل قراراته قد باتت حبراً على ورق ولم يكن هنالك دعم مادي ومعنوي ملموس سوى من العضو الشرفي البارز الدكتور هلال الطويرقي الذي يؤكد في كل زمان أنه اتفاقي من أخمص قدميه وحتى سبيبة شعره فهو ورغم خلافه مع الرئيس الدوسري فإنه يدعم ويدفع ويقدم جهد المقل لسبب وجيه ومقنع وهو أنه اتفاقي فهو هنا لايخلط بين العام والخاص ولا يترك عاطفته تتغلب على حكمته فيمنع دعمه المادي عن النادي لمجرد أنه على خلاف مع الرئيس عبد العزيز الدوسري. والطويرقي يضرب أروع الأمثلة بوقفاته المشرفة وغير الطويرقي هنالك شرفي آخر داعم ومؤثر يرفض ذكر اسمه بينما تمثل البقية الباقية دور الكومبارس وهي تحمل مسمى العضو الشرفي الاتفاقي كتشريف فقط دون أن يكون لها مردود مادي أو معنوي وهو أمر لم نجد له تفسير على الإطلاق ويبقى الرئيس الدوسري وحده حمال الأسية في نادي الاتفاق حيث يقدم الجهد والمال والوقت ويضحي بالغالي والنفيس من أجل الاتفاق وعيون جماهيره الوفية.