افتتح ظهر يوم السبت الفائت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعمال السنة الرابعة من الدورة الرابعة لمجلس الشورى حيث توجه حفظه الله الى العلي القدير أن يبارك جهود الجميع ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، معرباً عن رغبته في أن يستعرض أمام المجلس ما تم انجازه في الفترة الماضية لكنه كما قال سيكون حديثي إليكم من القلب للقلب بعيداً عن الأرقام والانجازات التي عرفها كل مواطن ومواطنة وأن ما تضمنته الكلمة الموسعة سيوزع عليكم!. كما هي عادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تناول أمور الوطن والمواطن بكل الصراحة والوضوح تحدث يحفظه الله الى أعضاء المجلس بقوله ما أكرم الزمان والمكان الذي نلتقي واياكم فيه.. فالزمان يوم من أيام العمل والعطاء وتقدير الأفكار النابضة بالخير والانتماء والوطنية. والمكان بيت من بيوت الوطن التي تحترم الحرية والنقد الهادف المتزن.. اخواني المسؤولية أمانة لا مزايدة فيها ولا مكابرة عليها فبها بعد الله نصون حريتنا ونحدد معالمها ونقول للعالم هذه قيمنا وتلك مكارم أخلاقنا التي نستمدها من ديننا ومن هنا فإن علينا أن نحيط الوطن بأكرم تعابير الحب والوفاء. فهو تجربتنا التاريخية التي نفخر بها وندافع عنها وهو الرؤية التي تسير في طريقها بتصميم وعزم بين دروب وعرة لا يمكن لها أن تعيق النفوس الكبيرة المتوكلة على الله. وفي سبيل أن يجعل حفظه الله من نفسه القدوة والمثل لكل مواطن ومواطنة، قال رعاه الله : يشهد الله تعالى انني ما ترددت يوماً في توجيه النقد الصادق لنفسي الى حد القسوة المرهفة، كل ذلك خشية من أمانة أحملها هي قدري وهي مسؤوليتي أمام الله جل جلاله ولكن رحمته تعالى واسعة فمنها استمد العزم على رؤية نفسي وأعماقها. ويمضي حفظه الله الى القول : تلك النفس القادرة على توجيه النقد العنيف الهادف قادرة بإذن الله ان تجعل من ذلك قوة تسقط باطلاً وتعلي حقاً. لقد أراد حفظه الله أن يكون كل مواطن ومواطنة هاجسه رفعة وطنه وان هذا لا يدرك الا بالعمل المخلص الجاد، خصوصاً من جانب مَنْ يتحملون مسؤولية خدمة هذا الشعب. وبعد كل تلك الكلمات النورانية الصادرة عن قلب يعمره الايمان بالله ثم العمل لرفعة الوطن فإنما المطلوب بعد تلك التوجيهات الا يبخل مسؤول على أداء مسؤولياته بكل الصدق والاخلاص وألا يضيق صدره بالنقد الهادف والكلمة الحرة الأمينة.