لم أكن كاتبة يوما حتى يبحر قلمي بقارب من ورق ولكن إحساسي وتقديري لكلمة يتم جعلتني أفكر فيه فصارت تراودني بعض الأسئلة والقصص التي نعيشها بألمها الحاد والتي نسمع أنينها ونحيبها ليلا قبل نهار. سؤال موجه للقارئ ما الذي يتعلمه الطفل ذي الأبوين في السنة التمهيدية بالروضة...(وأقصد بذي الأبوين الطفل غير اليتيم) يتعلم كل ما يتعلق بالمشاعر واللعب والتواصل والحركة .. كل ما يكون للطفل شخصيته ويعطيه جزءاً مهماً من كينونته فكل ما تعرض له الطفل من مواقف جميلة كانت ام لا , ترسو في قاع ذكرياته. دعونا نفكر لدقائق ما هي المواقف التي تمر على الطفل الذي رزقه الله بنعمة بقاء والديه في أسوأ حالاته في المدرسة. والآن دعونا نبحر داخل طفلنا اليتيم في أحسن حالاته. كم من فتاة مرت أمام عيني وبها نظرة انكسار برغم كل ما تملكه في الدار وكم من ابن يدافع عما آلمه من ماضٍ وحاضر عن طريق العدوان مهما ملئت تلك الحروف بياضاً ورقياً لن ترو سوى شيء بسيط مما يعيشه ذلك اليتيم. يرجع الطفل ذو الأبوين من الروضة ليقابَل بحضن أمه ويرجع اليتيم إلى الدار ليكتشف ان هذا هو مأواه وحتى حضن أمه البديلة حضن (......) ولا أقول غير الحمد لله الذي زرع حب الأطفال والقدرة على تربيتهم في قلب هؤلاء الأمهات البديلات بالدار بالرغم من قلة رواتبهن فكأن الله أرسلهن وسخرهن لهؤلاء الأيتام ليعوضوهم عن فقد أمهاتهم. فكم من لعبة كسرها طفل الروضة في الروضة وكم من قلب كُسر لرؤيا يتيم الروضة. لن أطيل ولن أطلب سوى نظرة لقلب يتيم عرف حقيقة واقعه في أول سنة لدراسته. فهذه هي سنة أولى يتم.