بصدور ميزانية الخير والبركة للعام المالي الجديد “1430 / 1431ه - 2010م “ والتي تعد أكبر ميزانية من حيث الأرقام حتى الآن إذ بلغت “540” مليار ريال والإيرادات عند “470” مليار ريال، أي بعجز “70” مليار ريال. الإيرادات الفعلية للمملكة في “2009م” تبلغ “505” مليارات ريال والإنفاق يسجل “550” مليار ريال أي بعجز “45” مليار ريال.و يُتَوَقَّع أن تصل الإيرادات الفعلية العامة في نهاية العام المالي الحالي إلى “505.000.000.000” خمس مئة وخمسة مليارات ريال بزيادة نسبتها “23” بالمئة عن المقدر لها بالميزانية منها “86%” تقريباً تمثل إيرادات بترولية، وتقل عن إجمالي الإيرادات الفعلية التي تم تحقيقها في العام المالي الماضي “1428/1429ه” بمبلغ “595.000.000.000” خمس مئة وخمسة وتسعين مليار ريال أي بانخفاض نسبته “54%” ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى الانخفاض في أسعار البترول والبتروكيماويات المصدرة. و صدق الله العظيم القائل (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نُصرف الآيات لقوم يشكرون) سورة الأعراف 58. لقد كان للإجراءات الحكيمة و التدابير والقرارات النافذة و التي داوم ولاة الأمر حفظهم الله على التذكير و التنبيه بها ، بغرض الإصلاح الاقتصادي ، مما كان له الأثر الفعال في تحقيق معدلات النمو الإيجابي و توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني وتنوعها . وباستعراض الملامح الرئيسية للميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد “1431/1432ه”، يلحظ أنه رُوعِي فيها مواصلة توجيه الموارد للإنفاق على الجوانب التي تعزز التنمية المستدامة ، محافظةً على ما تم إنجازه من السياسات والأهداف التي تضمنتها خطط التنمية السابقة، وبما يتفق مع الأولويات التي قررها المجلس الاقتصادي الأعلى، وبشكلٍ يحقق التنمية المتوازنة ، فقد خرجت الميزانية في ثوبٍ حضاري متضمنة المشاريع الجديدة الكثيرة ، إضافة إلى برامج الإستثمار الكبيرة ، كما ستواصل ميزانية “1430/1431ه” في دعم صناديق التنمية المتخصصة وبنوك التنمية الحكومية بتقديم القروض في المجالات الصناعية والزراعية، رغبة في أن تساهم هذه القروض في توفير فرص الوظائف الإضافية للشباب و الشابات، ودفع عجلة النمو للأمام . كما نبهت الميزانية على الإسراع في تغطية الخدمات التي تهم المواطن السعودي في جميع المناطق ، ليسعد و ينعم بخيرات بلاده و رفاهيتها و أمنها ، فقد تم اعتماد مشاريع إنشاء أندية ومدن رياضية حضارية . و مما لحظه الاقتصاديون و المثقفون من أبناء الوطن الشرفاء ، عند استعراضهم للملامح الرئيسية للميزانية ، لحظوا بجلاء تزايد الاهتمام والدعم الحكومي الكبير في جميع الاتجاهات ، و بخاصة قطاعي التعليم والخدمات الصحية ، فقد سعد القطاعان بالحظ الأوفر لمخصصات ميزانية “1430/1431ه” فكان نصيب التعليم “131” مليار ريال ، تنفق على مجالات التعليم المتعددة و التي تشمل التعليم العالي والعام والتدريب وبالأخص في مجالات العلوم والتقنية، والمعلوماتية، ودعم البحث العلمي، والتطوير التقني . كما نالت الخدمات الصحية“61” مليار ريال ، فقد تم اعتماد إنشاء الكثير من المستشفيات في مختلف مناطق المملكة بسعة أكثر من “900” سرير، فكان لقطاعي الصحة والتنمية الاجتماعية كل العناية من حكومة الملك المفدى ، يهدف حفظه الله ، إلى رفع مستويات و مراكز الرعاية الصحية الأولية والثانوية والتخصصية ، وكليات الطب والمستشفيات الجامعية ولتنفيذ بعض الإضافات لمباني المستشفيات القائمة والجاري تنفيذها وتوفير التجهيزات المتقدمة لها ، مواصلاً برنامجه الإنساني في دعم برامج معالجة الفقر و الفقراء رافعاً شعار (لو كان الفقر رجلا لقتلته). لقد راعى فريق إعداد الميزانية ، الاستثمار الأمثل للموارد المالية المتاحة بشكل يحقق متطلبات التنمية الشاملة مع إعطاء الأولوية للخدمات التي تمس المواطن بشكل مباشر مثل الشئون الاجتماعية والخدمات البلدية والمياه والصرف الصحي والطرق وبعض مشروعات البنية الأساسية .وقد تميزت هذه الميزانية بالتركيز على الإنفاق الرأسمالي حيث اشتملت على مشروعات تنموية جديدة تشمل كافة مناطق المملكة. هذا سائلين الله أن يجعلها ميزانية خير وبركة وأن يوفق ولاة الأمر إلى مافيه صلاح البلاد والعباد .