قال الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ الدكتور عبدالله بصفر: لقد وفق الله تعالى هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين إلى العناية بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، يشهد بذلك كل مسلم تنوَّر بصره ولسانه بنور القرآن ، وكل مسلم تنوَّر سمعه وعقله بنور القرآن. ولو تتبعنا جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القرآن الكريم لوجدناها قمة فوق القمم، وخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني. فهذا مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة الذي يعتبر من أجلِّ صور العناية بالقرآن الكريم حفظاً، وطباعة، وتوزيعاً بين المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وكذا إقامة الندوات التي تعنى بالقرآن الكريم وعلومه، وبالسنة والسيرة النبوية، وهو دليل على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم – اعتقاداً، ومنهاجاً، وقولاً. وهذه جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة والتي بلغ عدد الملتحقين فيها أكثر من سبعمائة ألف طالب وطالبة يتدارسون كتاب الله تعالى في مساجد المملكة كل ذلك سببٌ أكيد في حصول السكينة ونزول الرحمة تصديقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (وما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده). إضافة إلى مسابقاتٍ للقرآن الكريم والسنة النبوية تحمل اسم قادة المملكة، منها: مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم، ومسابقة خادم الحرمين الشريفين للقرآن الكريم في الحرس الوطني، ومسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين، وكذلك جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ومسابقة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم وغيرها. وامتداداً لهذه الجهود الخيرة في نشر رسالة الإسلام ووسطيته وسماحته إلى الناس جميعاً؛ فقد أمَر خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بإنشاء قناة للقرآن الكريم تبث من مكةالمكرمة، وأخرى للسنة المطهرة تبث من المدينةالمنورة، ضمن مجموعة من القنوات الأخرى. وهذا أمرٌ عظيم وفيه خدمة عظيمة وجليلة للإسلام والمسلمين في كل مكان وصقع من أرجاء الأرض المعمورة، وأن هذا العمل يعد إكمالاً للخدمات الجليلة والأعمال العظيمة التي يقدِّمها خادم الحرمين الشريفين للدين الإسلامي، كما يعد ارتقاءً في مجال الإعلام الإسلامي وخدمةً للدعوة إلى الله. وتأتي هاتان القناتان إدراكاً منه حفظه الله بأهمية دور الإعلام وأنه مفتاح للوصول إلى عقول الناس وأفكارهم وصياغة آرائهم وعقائدهم، وإنَّ نشر أصدق كتاب وأصح حديث من المشاريع الرائدة التي نرجو بركتها وثوابها لخادم الحرمين الشريفين وأن يعمَّ الله بنفعها العالم كلّه. ونشكر معالي وزير الثقافة والإعلام على جهوده المباركة في إثراء ثقافة هذا الوطن ومواطنيه، نسأل الله له التوفيق وأن يحقق على يديه ما يتطلع إليه خادم الحرمين الشريفين من حضارة ورقي لهذا الوطن الغالي. ختاماً أسأل الله تعالى أن يحفظ لهذه الأمة قيادة هذا البلد الكريم وأن يديم عليها نعمة خدمة الحرمين الشريفين، وكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.