تحدثنا الاسبوع الفارط عن مؤتمر الادباء السعوديين الثالث الذي عقد مؤخراً بالرياض ونواصل اليوم الحديث هنا عن آمال الادباء السعوديين عما يحققه المؤتمر على صعيد الحراك الادبي في بلادنا ودفعه الى الامام ولكوني من الاعضاء المشاركين في المؤتمر وعبر ما طرحه مجمل المشاركين في المؤتمر فقد كانت آمال وتطلعات الاخوة الادباء هو تحقيق انشاء رابطة للادباء السعوديين أسوة بجميع الادباء العرب في بلدانهم حتى يشارك الاديب السعودي رسمياً ضمن اتحاد الادباء العرب بصفة رسمية حيث تعتير المملكة دولة محورية وهامة في محيطها العربي والعالم ولا يصح أن لا يمثل الاديب السعودي في الروابط العربية والعروبية نتيجة لعدم وجود مؤسسات الحقوق المدنية ويحرم الاديب السعودي من عضوية اتحاد الادباء العرب وغيرها ولذلك كان المطلب الاول لجميع الادباء السعوديين هو الشروع سريعاً في انشاء رابطة الادباء السعودية حيث نملك في بلادنا عوامل النجاح في هذا المجال وكذلك يحلم الاديب السعودي ايضاً انشاء صندوق الادباء الذي درسه المؤتمر وهذا الصندوق ضروري جداً لرعاية الاديب مادياً ومعنوياً وحمايته من العوز والحاجة عندما تحل بالاديب أمراض او حاجة مادية على أن يتم انشاء هذا الصندوق برعاية وزارة الثقافة والاعلام ولا مانع من مساهمة رمزية سنوياً من جميع الادباء بمسمى اشتراك ويصبح ريع هذا الصندوق جميعه يعود الى الأعضاء من الادباء وهذا المشروع في حد ذاته يصب تحت مسمى التكافل الاجتماعي والانساني ويظل مطلباً انسانياً حيث ندرك أن الادباء عبر مراحل التاريخ هم أفقر طبقات المجتمع وأكثر شرائح المجتمع مشاركة في صنع وعي الانسان وادراكه لمطالب حياته والاديب الحق هو من يشكل المسيرة الصحيحة لمجتمعه ويحتاج من مجتمعه الى الاهتمام به والرفع من شأنه وان يعطي بعض حقوقه من وطنه وينظر له انه يستحق العناية والاهتمام من حيث العلاج والتكريم ورعاية مطالبه الحياتية في بلاده. وهذه نظرة شمولية من قادة هذه البلاد الطاهرة. من الواضح في هذا الزمن وجود التباس لدى الكثير من الناس بين مصطلح الاديب ومن هو الانسان الذي نطلق عليه تعريف الاديب وبين الاكاديمي الذي يدرس فنون الادب والحقيقة ان الاديب هو من برع وأنتج في مجال الادب وكسب علمه من خلال اطلاعه الخارجي الموسع بينما الاكاديمي هو من درس وتعلم وفق مناهج دراسية ولكنه لا ينتج منتجاً أدبياً صحيحاً عبر مؤلفات يطرحها وربما يخرج من بعض الاكاديميين ادباء نتيجة تواصلهم مع الثقافة الشاملة ولديهم الموهبة المتوفرة في الاديب لذلك من الضروري فك الاشتباك ان يكون الاكاديمي المختص بالادب اديباً يدخل ضمن مسمى الاديب وهذا مع الأسف ما دفع فيه المؤتمر الاخير للادباء حيث غلب على حضورها الاكاديميين على حساب الادباء الذين لهم مؤلفات في الأدب.