| في يوم 2/12/1430ه غادر أستاذ التربية والتعليم القدير عبدالله بوقس دنياه الفانية إلى دار البقاء، بعد مشوار طويل في العمل التربوي ، برز فيه كأحد الرجال العاملين بحق في تطوير العملية التربوية والتعليمية. - ويسرني هنا إلقاء الضوء على مسيرته العلمية والعملية من خلال لقاء تربوي جمعني به بعد انتقاله إلى العمل في وزارة الحج. | ولد الأستاذ عبدالله عبدالمطلب بوقس في شهر ربيع الأول عام 1349ه ، بمكةالمكرمة ، في بيت علم ، فقد كان والده - رحمهما الله - يدرس القرآن الكريم والحديث الشريف بالمسجد الحرام لحجاج الملايو بحكم إجادته للغتهم ، وقد توفى والده وهو في الخامسة من عمره، وتدرج في تعليمه من الكُتَّاب حتى حصل على الشهادة الجامعية من كلية اللغة العربية جامعة القاهرة عام 1953م، ثم التحق بالمعهدالعالي للتربية التابع لجامعة عين شمس لنيل الشهادة التي تؤهله للتدريس ، وحصل عليها عام 1354ه. - بدأ حياته الوظيفية مدرساً للتربية وعلم النفس واللغة العربية بالمعهد العلمي السعودي بمكةالمكرمة وذلك عام 1373ه ، ثم رشح مفتشاً فنياً لمدة عام، وشغل منصب مدير عام التعليم بمنطقة جدة خلفاً للأستاذ أحمد على المبارك، حيث مكث فيه ما يقرب من عشرين عاماً، وخلال فترة عمله مديراً لتعليم جدة كان - رحمه الله- يشرف على الدورات الصيفية التي كانت تقام في الطائف في فترة الاجازة الصيفية بهدف رفع مستوى معلم المرحلة الابتدائية. - أشرف على أعمال المركز الرئيسي لهيئة الرقابة والتحقيق بجدة وفروعه في مكةالمكرمةوالطائف وأبها، بتكليف من معالي الأستاذ عبدالوهاب عبدالواسع، واستمر خمس سنوات مشرفاً إلى أن أسندت إدارة الهيئة العامة للأستاذ عبدالرزاق محمد حمزة. - وفي عام 1395ه رشح ليكون مستشاراً ثقافياً في ألمانيا الاتحادية حيث مكث في هذا المنصب 4 سنوات. - في عام 1398ه عُين وكيلاً لوزارة الحج والأوقاف لشؤون الحج إلى أن أحيل للتقاعد عام 1411ه ، ثم واصل عمله مستشاراً للوزير لشؤون الحج. | سألته أثناء اللقاء: - ألا ترى يا أستاذي أن التربويين هم المميزون دائماً في العمل - أياً كان - إذا ما انتقلوا إليه بعد تجربتهم في مجال التربية والتعليم، أو مارسوه خلال أوقات الفراغ وهم في مهنة التعليم؟!. فأجابني: التجربة التربوية لها دورها المؤثر في إكساب الإنسان صفات مهنية وخُلقية عديدة تؤهله لأداء ما يسند إليه من أعمال بكل نجاح. | كان لأستاذنا البوقس نشاط ملموس في مجال الاعلام سواء في الإذاعة أو التلفاز أو الصحف، وفي مجال التأليف ، وكان يعد للإذاعة برامج (أطفالنا والتربية) و (مشكلات تربوية) وحلقات تعليمية منوعة وله في التلفاز مشاركاته في إعداد البرنامج الشهير (طلابنا في الميدان). | ر حم الله الأستاذ والمربي والإداري المحنك عبدالله بن عبد المطلب بوقس ، فقد كان مخلصاً في عمله مبدعاً في أفكاره ساهم بفاعلية مؤثرة في النهضة التربوية والتعليمية في البلاد، فجزاه الله خير الجزاء، وجعل ما قدمه في موازين حسناته.(إنا لله وإنا إليه راجعون).